responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : ميرزا حبيب الله الرشتي    جلد : 1  صفحه : 182


اللَّازمة ومجرى الثاني ما بني من المبادي المتعدّية فاللَّازم حينئذ هو القول بالتفصيل بينهما كما اختاره بعض قضاء لحق الأمارتين قلت هذا جيد لو كان عدم صحّة السّلب في جميع المشتقات المتعدّية مطَّردا ومن البيّن أنّه ليس كذلك لجواز سلب المطلوب عمّا انقضى عنه الطلب فلو عوّلنا على عدم صحّة السّلب فلا بدّ من التفصيل في المشتقات المتعدّية أيضا وهو مع وضوح فساده ممّا لم يقل به أحد فتأمل جيّدا ومنها إجماع النحاة على إطلاق اسم الفاعل على زيد ضارب أمس ومنها إجماعهم على صحّة زيد ضارب أمس والأصل في الإطلاق الحقيقة فلفظ ضارب في المثال وكذا إطلاق اسم الفاعل عليه حقيقة عند النحاة وإجماعهم حجة وفيها بعد الابتناء على أصلين فاسدين من أصالة الحقيقة في الاستعمال وكون إجماع النحاة حجة مع مصادمة لعلائم الوضع والاستقراء أنّ الأصل المزبور يصار عنها بقرينة إجماعهم في موضع الوفاق أيضا أعني زيد ضارب غدا مع أنّ صدق اسم الفاعل عليه حقيقة مبني على اصطلاح النحاة لأنّ اسم الفاعل عندهم اسم لما هو على زنة فاعل ولو أريد به معنى المفعول فضلا عن غير المتلبّس كما في عيشة راضية كذا عن التفتازاني مع توضيح وتأييد وأنت خبير باستدراك توسيط اصطلاح النحاة في البين لصدق اسم الفاعل حقيقة على مثل زيد ضارب أمس بحسب اللَّغة أيضا إذ المراد بضارب في المثال هو مباشر الضرب في الماضي مجازا وكونه مجازا لا ينافي كونه فاعلا حقيقة كما لو استعمل صيغة افعل في الوجوب فإنّه مصداق حينئذ لمادة الأمر ولو على القول بكونها للنّدب اللَّهمّ إلَّا أن يتعلَّق بظهور لفظ اسم في كون لفظ ضارب اسم فاعل حقيقة في المثال المذكور فيحتاج إلى المقدمة المتوسّطة وفيه منع ظهور لفظ الاسم هنا في ذلك وإن كان ظاهرا في الحقيقة لأنّ التجوز في ضارب أمس اتفاقي ولو من جهة اعتبار الزمان في مفهومه فهذا قرينة على أن لفظ اسم أطلق فيه على المجاز دون الحقيقة ويدفعه أن قضية ما ذكر كون المستعمل فيه لفظا مجازيا لا كون المستعمل مجازا فافهم فالتّحقيق في الجواب أنّ المراد بضارب أمس هو الذات المتلبّس بالضرب في الزمان الماضي وهذا عين الاستعمال في حال التلبّس كما أشرنا إليه سابقا حيث ذكرنا أن المناط في صدق المشتق حقيقة هو تلبس الذات بالمبتدإ في زمان النّسبة لا في زمان التكلَّم ومنها وهو العمدة في الباب استدلال الإمام عليه السلام تأسّيا بالنبي صلى الله عليه وآله في غير واحد من الأخبار بقوله تعالى لا ينال عهدي الظَّالمين على عدم لياقة من عبد صنما أو وثنا بمنصب الإمامة والخلافة مريدين به التعريض على الثلاثة والتنبيه على جورهم في الخلافة الظَّاهرية لأن دلالة الآية على ذلك تتوقف على كون المشتق وهو الظَّالم موضوعا للأعمّ من المتلبّس كما لا يخفى وأجاب عنها سيّدنا في المفاتيح بضعف السّند والدلالة ولعلّ ضعف السّند هنا غير قادح للاطمئنان بصدورها بشهادة ما فيها من المضامين الناطقة بالحق الشاهدة بالصّدق مع تجاوزها عن حدّ الاثنين وأما ضعف الدلالة فوجهه على ما نبه عليه بعض المحققين أنّ غاية ما ثبت منها إطلاق الظَّالم في الآية وإرادة ما يعمّ المتلبّس والمنقضي والإطلاق أعمّ من الحقيقة قلت ليس المقام من هذا الباب لأنّ مساق هذه الأخبار إرادة الإمام عليه السلام الاستدلال والاستشهاد بالآية فلا بدّ أن يكون الاستدلال جاريا على قانون اللَّغة وهو لا يكون إلَّا على تقدير صدق المشتق حقيقة مع انقضاء المبدإ أو اقتران الآية بقرينة واضحة على إرادة ما يعمّ المتلبّس والمنقضي من لفظ الظالم مجازا وسياق الاستدلال آب عن الاحتمال الثاني كما لا يخفى على العارف بالأساليب وبيّن شيخنا الأستاذ دام ظلَّه وجه الضّعف بأنّ المراد بالعهد إمّا الإمامة الفعلية وهي الرئاسة العامة بعد انقضاء النّبي صلى الله عليه وآله أو الجعل أو التقرير الثابتين في علمه وقضائه قبل خلق العالم فإن كان الأوّل تعيّن حمل الظَّالم في الآية على ما يعمّ المتلبّس والمنقضي ولو مجازا لأنّ مساق الآية بيان تعظيم منصب الإمامة وذكر شرفها وعظم خطرها ورفعة محلَّها وجلالة قدرها وكرامتها عند اللَّه تعالى ولا يجامع ذلك كون المراد به خصوص المتلبس بالظَّلم في زمان تلك الرّئاسة بأن يكون شرط الإمامة الفعلية عدم الظلم بكفر ونحوه في حينها ولو مع الظَّلم قبلها بساعة أو دقيقة لأنّ جميع المناصب الشرعيّة وما يشبهها كالإمامة والشهادة مشروطة بعدم الظلم في حينها فلا مزيّة حينئذ للإمامة الَّتي هي صنو النبوة على غيرها وإن كان الثاني كان المعنى أنّي ما قدرت وجعلت الإمامة للظالم فمن سبق في علم اللَّه تعالى ظلمه في دار وجوده فهو خارج عن عهد الإمامة سواء تاب بعد ظلمه أم لا إذ التوبة إنما تجدي إذا كانت سابقة على التقدير لا مسبوقة به فتدبّر قلت وعلى هذا يكون المراد بالظَّالم المتلبس لا الأعم لأنّ التلبس بالظَّلم في زمن التقدير الَّذي هو زمن الإطلاق عبارة عمّن تعلَّق علم اللَّه تعالى بظلمه بعد وجوده فتسقط الآية عن الدّلالة على وضع المشتق للأعمّ لكن لا بدّ حينئذ من جعل قوله ولا ينال بمعنى الماضي ليكون المعنى ما نال عهدي أي تشريعي وجعلي للإمامة الظَّالمين في علمي إلَّا أن يقال إن الآية بهذا الوجه لا تدلّ على منع الكفر السّابق عن الإمامة لأنّ الحكم يدور مدار الموضوع فينقلب بانقلابه فعدم تقدير الله تعالى إمامة للظَّالم لا يقتضي عدمها مع تبدل الكفر بالإسلام مع صيرورته موضوعا آخر ومن ذلك يظهر سقوط ما ذكر من عدم فائدة للتوبة بعد كون الشخص في برهة من الزمان ظالما لعدم تعلَّق مشية اللَّه تعالى بإمامة الظَّالم مطلقا وجه السّقوط أن الممتنع إنّما هو تغير المشية والتقدير بالتوبة وأمّا

182

نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : ميرزا حبيب الله الرشتي    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست