وعلم أصول الفقه هو علم الاستنباط ، أو منطق الفقه كما يعبر عنه العلماء ، وعبر قرون عديدة بلغ هذا العلم في مدرسة الشيعة الإمامية أوجه ورقيّة ؛ لتواصل الاجتهاد ، وعدم غلق أبوابه . وشهد القرن الأخير نضجاً أصولياً فذاً ، وآراء ونظريات أصولية عملاقة كشفت عن عبقرية العقل الأصولي في المدرسة الإمامية . ويمكن القول إن الفقيه الأصولي المفكر الكبير الشهيد السعيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر - أعلى الله مقامه - قد مثّل قمة النضج في هذه المدرسة ، واستوعب كامل الآراء والنظرات المطروحة فيها ، فكانت له آراء ونظريات اجتهادية فذة تجسدت فيها عبقريته العلمية التي فتحت آفاقاً جديدة في علم أصول الفقه . والشهيد الصدر هو أحد أبرز أساتذة الحوزة العلمية في النجف الأشرف في أواخر الستينات والسبعينات في علمي الفقه وأصوله . وقد جمعت وقررت آراؤه ونظرياته الأصولية ، وأبحاثه ومحاضراته العلمية التي ألقاها على طلبته في البحث الخارج من قبل أحد أبرز تلامذته ، وهو آية الله السيد محمود الهاشمي - حفظ الله - فكان هذا العمل العلمي موضع إقرار وإشادة وتثمين الشهيد الصدر - أعلى الله مقامه - وبهذا العمل العلمي المشكور ساهم آية الله السيد محمود الهاشمي - حفظ الله - في حفظ أغلى عطاء علمي أنتجه العقل الإسلامي في مدرسة أهل البيت عليهم السلام كثروة علمية ونظرية اجتهادية تمتاز بالعمق والأصالة والخصوبة والنقاء ، وقدم للفكر الإسلامي خدمة جليلة ، خالدة و مرجعاً علمياً قلّ نظيره في بابه . والمؤسسة إذ تقوم بطبع ونشر هذه الموسوعة العلمية إنّما تساهم في خدمة العلم ، وحفظ هذه الثروة الفكرية لأجيال الأمة وتخليد أمجادها . نسأل المولى جلّ شأنه أن يتقبل العمل ، ويوفّق للسداد ، إنه سميع مجيب ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين مؤسسة دائرة المعارف الفقه الإسلامي