ومغيرين لطريقة الخاصة مع غاية قربهم [1] لعهد الأئمة ونهاية جلالتهم وعدالتهم ومعارفهم في الفقه والحديث و تبحرهم وزهدهم وورعهم " . ويستمر في استعراض مدى جرأة خصومه على أولئك الكبار ويحاسبهم على تلك الجرأة ثم يقول : " وشبهتهم الأخرى هي أن رواة هذه الأحاديث ما كانوا عالمين بقواعد المجتهدين [2] مع أن الحديث كان حجة لهم فنحن أيضا مثلهم لا نحتاج إلى شرط من شرائط الاجتهاد وحالنا بعينه حالهم ، ولا ينقطعون بأن الراوي كان يعلم أن ما سمعه كلام إمامه وكان يفهم من حيث أنه من أهل اصطلاح زمان المعصوم ( عليه السلام ) ولم يكن مبتلى بشئ من الاختلالات التي ستعرفها ولا محتاجا إلى علاجها " . استخلاص : ولا يمكننا على مستوى هذه الحلقة أن نتوسع في درس الدور المهم الذي قامت به هذه المدرسة أستاذا وتلامذة وما حققه للعلم من تطوير وتعميق . وإنما الشئ الذي يمكننا تقريره الآن مع تلخيص كل ما تقدم عن تاريخ العلم هو أن الفكر العلمي مر بعصور ثلاثة : ( الأول ) العصر التمهيدي ، وهو عصر وضع البذور الأساسية لعلم الأصول ، ويبدأ هذا العصر بابن أبي عقيل وابن الجنيد وينتهي بظهور الشيخ . ( الثاني ) عصر العلم ، وهو العصر الذي اختمرت فيه تلك البذور وأثمرت وتحددت معالم الفكر الأصولي وانعكست على مجالات البحث
[1] أي إن هذه التهمة توجه الهيم بالرغم من أنهم في غاية القرب لعهد الأئمة . [2] يقصد بقواعد المجتهدين علم الأصول .