نام کتاب : المعالم الجديدة للأصول نویسنده : السيد محمد باقر الصدر جلد : 1 صفحه : 140
ولا يكفينا أن نعرف مدلول الصيغة لغويا فحسب ، إذ قد يكون مدلولها اللغوي هو الوجوب ، والمتكلم قد أراد الاستحباب على سبيل الاستعمال المجازي مثلا . وإذا كنا قد درسنا في الفصل السابق المدلول اللغوي لصيغة إفعل فإنما ذلك لكي نستفيد منه في تحديد المدلول النفسي التصديقي للصيغة ، ولكي يوجهنا المدلول اللغوي إلى معرفة المدلول التصديقي واكتشاف إرادة المتكلم كما سنرى . ظهور حال المتكلم : عرفنا سابقا أن للدلالة مصدرين : أحدهما اللغة بما تشتمل عليه من أوضاع وهي مصدر الدلالة التصورية ، والآخر حال المتكلم وهو مصدر الدلالة التصديقية النفسية . وكما نتسأل بالنسبة إلى المصدر الأول ما هو أقرب المعاني إلى اللفظ في اللغة لكي يكون هو المعنى الظاهر للفظ لغويا من بين سائر معانيه ، كذلك نتسأل بالنسبة إلى المصدر الثاني ما هو المدلول التصديقي النفسي الأقرب إلى حال المتكلم ؟ ونريد بالمعنى الأقرب إلى اللفظ لغة في السؤال الأول المعنى الذي ينتقل الذهن إلى تصوره عند سماع اللفظ قبل أن ينتقل إلى تصور غيره ، ونريد بالمدلول التصديقي الأقرب لحال المتكلم في السؤال الثاني ما هو المرجح في تقدير نوعية الإرادة التي توجد في نفس المتكلم . ومثال ذلك كلمة " البحر " ، فنحن نتسأل أولا ما هو المعنى الأقرب إليها في اللغة هل البحر من الماء أو البحر من العلم ؟ ونجيب أن المعنى الأقرب لغويا لها بموجب النظام اللغوي العام هو البحر من الماء ، لأنه معنى حقيقي والمعنى الحقيقي في النظام اللغوي العام أقرب من المعنى المجازي ، ويعني
140
نام کتاب : المعالم الجديدة للأصول نویسنده : السيد محمد باقر الصدر جلد : 1 صفحه : 140