تلك الحالات أيضا ، حيث إن دخول أداة الاستفهام على الجملة التامة كالمثال المذكور صحيح ، بينما دخولها على الجملة الناقصة غير صحيح ، وهذا يكشف عن أن الفرق بينهما ليس في أن الجملة التامة تدل على قصد الحكاية دون الجملة الناقصة ، فإذن لا بد أن يكون الفارق بينهما متمثلا في شئ آخر . فالنتيجة ، أنه لا يمكن الفرق بينهما في ذلك . الوجه الثالث : ما ذكره المحقق العراقي قدس سره ، وهو يرجع إلى أمرين : أحدهما : أن الجملة التامة موضوعة بإزاء ايقاع النسبة ، والجملة الناقصة موضوعة بإزاء النسبة الثابتة ، فالأولى تحكي عن إيقاع النسبة والثانية عن النسبة الثابتة ، وهذا هو الفارق بينهما [1] . ويمكن المناقشة فيه بأنه إن أريد بإيقاع النسبة إيقاعها في الخارج ، وبالنسبة الثابتة ثبوتها في الذهن ، فيرد عليه ما ذكرناه سابقا من أن الجملة التامة لم توضع بإزاء النسبة الخارجية ، ولا تدل على إيقاعها فيه ، وإنما هي موضوعة بإزاء النسبة الواقعية الذهنية كالجملة الناقصة ، فلا فرق بينهما من هذه الناحية ، وقد تقدم موسعا أنها لو كانت موضوعة بإزاء النسبة الخارجية ، لزم أن لا يكون لها مدلول في جملة من القضايا الحملية ، منها القضايا التي هي في موارد هل البسيطة وبين ذاته تعالى وصفاته الذاتية والاعتباريات والانتزاعيات ، لأن النسبة الخارجية لا تتصور في هذه الموارد بين الموضوع والمحمول ، إما على أساس أنه لا وجود لهما في الخارج أو أنهما موجودان بوجود واحد فيه حقيقة ، مع أن استعمال الجملة في تلك الموارد كاستعمالها في موارد هل المركبة صحيح بدون أدنى فرق