الشهيد الصدر قدّس سرّه : « المولوية المجعولة من قبل المولى الحقيقي ، كما في المولوية المجعولة للنبيّ أو الوليّ ، وهذه تتبع في السعة والضيق مقدار جعلها لا محالة ، والمولوية المجعولة من قبل العقلاء أنفسهم بالتوافق على أنفسهم ، كما في الموالي والسلطات الاجتماعية ، وهذه أيضاً تتبع مقدار الجعل والاتّفاق العقلائي » [1] . في ضوء الأقسام المذكورة للمولوية ينبغي الالتزام عقلاً بوجود المولى الذي تثبت له المولوية من القسم الأوّل ، وإلاّ فلا يمكن إثبات الأقسام الأخرى للمولوية ؛ ضرورة رجوع كلّ ما بالعرض إلى ما بالذات . فالمولوية الذاتية ثابتة حتّى مع القول بأنّ مدركات العقل العملي من القضايا المشهورة كما هو مبنى بعض الأعلام ، أي لابدّ أن نستثني من تلك المدركات مسألة حقّ الطاعة للمولى الحقيقي سبحانه وتعالى ، وإلاّ لانسدّ باب إثبات جميع المولويّات . وسيأتي في اللاحق من فقرات هذا البحث إمكان إثبات المولوية الذاتية عقلاً بالإضافة إلى شهادة الوجدان بها . ثمّ إنّه يجدر الالتفات هنا إلى أنّ العقل يدرك وجوب التحرّك والامتثال فيما لو كان هناك تكليف من المولى الحقيقي ، وإلاّ فلا ؛ ضرورة أنّ العقل وإن كان يدرك القضية الشرطية القائلة بأنّه لو كان ثمّة تكليف من المولى لوجبت طاعته ، إلاّ أنّ البعث والتحريك لا يتحقّق إلاّ مع وجود التكليف الفعلي ، وإلاّ فهي من السالبة بانتفاء الموضوع . قال الشهيد الصدر قدّس سرّه : « وفي هذا القسم - المولوية الذاتية - لا