نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي جلد : 1 صفحه : 84
هذا إلاّ مؤمن من أهل الجنّة ، فمن فعل استغفرت له الملائكة وسمّي في السماوات صديق الله في الأرض ، وكان موته موت الشهداء ، وكان في الجنّة رفيق خضر ( عليه السلام ) . ومن المنامات عن الصادقين - الّذين لا يتشبّه بهم شيء من الشياطين - في المواسعة ، وإن لم يكن ذلك ممّا يحتجّ به ، لكنّه مستطرف ما وجدته بخطّ الخازن أبي الحسن - رضوان الله عليه - وكان رجلا عدلا متّفقاً عليه ، وبلغني أنّ جدّي ورّاماً - رضوان الله عليه - صلّى خلفه مؤتمّاً به ، ما هذا لفظه : خطّ الخازن أبي الحسن المذكور ، رأيت في منامي ليلة الأحد سادس عشر جمادي الآخرة أميرَالمؤمنين والحجّةَ ( عليهما السلام ) وكان على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ثوب خشن وعلى الحجّة ثوب ألين منه ، فقلت لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : يا مولاي ما تقول في المضايقة ؟ فقال لي : سل صاحب الأمر ( عليه السلام ) ومضى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وبقيت أنا والحجّة ، فجلسنا في موضع فقلت له : ما تقول في المضايقة ؟ فقال : قولاً مجملا : تصلّي ، فقلت له قولا هذا معناه وإن اختلفت ألفاظه : في الناس من يعمل نهاره ويتعب ولا يتهيّأ له المضايقة ؟ فقال : يصلّي قبل آخر الوقت . فقلت له : ابن إدريس يمنع الناس من الصلاة قبل آخر الوقت ، ثمّ التفت فإذا ابن إدريس ناحية عنّا . فناداه الحجّة ( عليه السلام ) : يا ابن إدريس يا ابن إدريس ! فجاء ولم يسلّم عليه ولم يتقدّم إليه ، فقال له : لِمَ تمنع الناس من الصلاة قبل آخر الوقت ؟ أسمعت هذا من الشارع ؟ ! فسكت ولم يعد جواباً ، وانتبهت في إثر ذلك . وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله . ورأيت أيضاً بخطّ الخازن أبي الحسن ما هذا لفظه : بسم الله الرحمن الرحيم رأيت الحجّة ( عليه السلام ) ليلة السبت سادس شوّال سنة تسعين وخمسمائة ، كأنّه في بعض دورنا بالمشهد - على ساكنه السلام - قاعداً على دكّة والدكّة لها هيئة حسنة لم أعهدها ، وإلى جانبه صبيّ ، وفي قدّامه عرجون يابس فيه شماريخ يابسة ، وتحته قسب ثمّ أنّه التقط منه ، فدخلت عليه فلمّا رآني قام وأخذ العرجون فصار فيه رطب مختلف اللون فاعتقدته معجزاً له فقلت له أنت إمامي وأقبلت عليه وأقبل عليَّ ، وقعدت بين يديه وأكلت من الرطب وشكوت إليه صعوبة الوقت علينا
84
نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي جلد : 1 صفحه : 84