نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي جلد : 1 صفحه : 77
وسمعت من بعض المشائخ أنّه لمّا عيّرت جماعة من علماء العامّة أصحابنا بأنّه ليس لكم فنّ كلام مدوّن ولا أُصول فقه كذلك ولا فقه مستنبط وليس عندكم إلاّ الروايات المنقولة عن أئمّتكم ، تصدّى جماعة من متأخّري أصحابنا لرفع ذلك ، فصنّفوا الفنون الثلاثة على الوجه المشاهد ، وغفلوا عن نهيهم ( عليهم السلام ) أصحابهم عن تعلّم فنّ الكلام المبنيّ على الأفكار العقلية وأمرهم بتعلّم فنّ الكلام المسموع منهم ( عليهم السلام ) وكذلك عن القواعد الأُصولية الفقهية الغير المسموعة منهم ( عليهم السلام ) . وكذلك عن المسائل الفقهية الاجتهادية ، وصرّحوا ( عليهم السلام ) بأنّه علّموا أولادكم أحاديثنا قبل أُلفة أذهانهم بما في الكتب الغير المأخوذة عنّا [1] وصرّحوا بأنّ ما في أيدي الناس من حقّ فقد خرج منّا أهل البيت وما في أيديهم من باطل فمن أنفسهم [2] . وأنا أقول : لاكتفاء هذه الجماعة بمجرّد العقل في كثير من المواضع خالفوا الروايات المتواترة عن العترة الطاهرة ( عليهم السلام ) في كثير من المباحث الكلامية والأُصولية . وتفرّعت على المخالفة في الأُصول المخالفة في المسائل الفقهية في مواضع كثيرة من حيث لا يدرون . ثمّ اكتفاؤهم بذلك وعدم رجوعهم إلى كلامهم ( عليهم السلام ) إمّا لشبهة دخلت عليهم وإمّا لغفلة ، والله أعلم * . ولو التزموا عند تدوين الفنون