نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي جلد : 1 صفحه : 511
تأثير الفاعل لاستمرّ العدم الأزلي للمعلوم الأوّل إلى الأبد من غير استناد إلى علّة . وبالجملة ، لربط الحادث بالقديم طرق : الطريقة الأُولى : ما ذكرت الفلاسفة من توسّط السلسلة الغير المتناهية المترتّبة المتعاقبة بين صانع العالم وبين الحوادث وهي الدورات الفلكيّة حيث قالوا : لولا الحركة القديمة لما انحلّ إشكال ربط الحادث بالقديم . والطريقة الثانية : ما ذكره السيّد الشريف في حاشية شرح الإصفهاني وتبعه مولانا ميرزا جان ومولانا عبد الله اليزدي وجماعة من توسّط السلسلة المترتّبة الغير المتناهية بينهما ، وهي تعلّقات إرادته تعالى لئلاّ يلزم قدم العالم . والطريقة الثالثة : ما اختاره الغزالي والمحقّق الطوسي والفاضل الدواني [1] وجماعة : من جواز تخلّف المعلول عن علّته التامّة إذا كان تأثير الفاعل تأثيراً اختياريّاً لا طبيعيّاً . والطريقة الرابعة : ما اخترناها في أوائل أفكارنا من توسّط الأمر الممتدّ الغير القارّ الذات المنتزع من ذاته تعالى عند ملاحظة أنّه لا أوّل لوجوده ولا آخر . والطريقة الخامسة : ما اخترناها بعد ذلك : من أنّ مضيّ قدر مخصوص من استمرار العدم الأزلي جزء أخير من العلّة التامّة لكلّ ممكن ، وهذا الجزء الأخير حادث غير محتاج إلى علّة ، لأنّ كلّ محتاج إلى علّة محتاج إلى تأثير الفاعل . صرّحت ببداهة المقدّمة الأخيرة جماعة منهم الفاضل الدواني . والأثر لا يكون إلاّ موجوداً صرّحت جماعة من المحقّقين ببداهة هذه المقدّمة في مبحث إثبات أنّ الماهيّات الممكنة مجعولة بجعل بسيط ، ولأنّه تقرّر عندهم أنّ معنى ترتّب عدم على عدم أمر عدم ترتّب وجود هذا على وجود ذاك ، ولأنّ التحقّق والتقرّر والحصول والشيئيّة والثبوت والكون ألفاظ لمعنى واحد مختصّ بالموجودات . جماعة صرّحوا بذلك ، منهم السيّد الشريف في حواشي شرح حكمة العين . ولا يتصوّر العلّية والمعلولية أي المعنى المصحّح لدخول الفاء بأن يقال : " وجد العلّة فوجد المعلول " إلاّ في الأمر
[1] أغمضنا عن تخريج هذه الأقوال وما يأتي من الأقوال المنقولة في هذا المبحث ، لعدم توفّر مصادر أكثرها عندنا ، ولما لا نرى طائلا تحت هذه العمليّة وإن كان من متداول التحقيق .
511
نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي جلد : 1 صفحه : 511