نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي جلد : 1 صفحه : 199
خير ممّا كثر ، حتّى إذا ارتوى من ماء آجن واكتثر من غير طائل ، جلس بين الناس قاضياً ضامناً لتخليص ما التبس على غيره ، فإن نزلت به إحدى المبهمات هيّأ لها حشواً رثّاً من رأيه ثمّ قطع به [1] فهو من لبس الشبهات في مثل نسج العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ ، إن أصاب خاف أن يكون قد أخطأ ، وإن أخطأ رجا أن يكون قد أصاب ، جاهل خبّاط جهالات ، عاش ركّاب عشوات لم يعضّ على العلم بضرس قاطع يذري الروايات إذراء الريح الهشيم ، لامليء والله بإصدار ما ورد عليه ، لا يحسب العلم في شيء ممّا أنكره ، ولا يرى أنّ من وراء ما بلغ مذهباً لغيره ، وإن أظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم به من جهل نفسه ، تصرخ من جور قضائه الدماء ، وتعجّ منه المواريث . إلى الله أشكو من معشر يعيشون جُهّالا ويموتون ضُلاّلاً ليس فيهم سِلعة أبوَر من الكتاب إذا تُلي حقّ تلاوته ولا سلعة أنفق بيعاً ولا أغلى ثمناً من الكتاب إذا حُرّف عن مواضعه ، ولا عندهم أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر [2] * .
[1] أقول : قوله ( عليه السلام ) : " ثمّ قطع به " إشارة إلى ما تقرّر عند العامّة ومن وافقهم من متأخّري الخاصّة إنّ الطريق الظنّي يفضي إلى حكم قطعيّ في ذهن المجتهد ، لأنّه بعد ما حصل له ظنّ بمسألة فقهيّة يرتّب دليلاً هكذا : هذا مظنوني ، وكلّ ما هو كذلك يجوز لي ولمن يقلّد في العمل به قطعاً للإجماع ، فيجوز العمل بهذا . وقوله ( عليه السلام ) : " يذري الروايات . . . الخ " إشارة إلى فعل علماء العامّة من تركهم وطرحهم الروايات المنقولة بطريق أهل البيت ( عليهم السلام ) ( منه ( رحمه الله ) ) . [2] نهج البلاغة : 59 ، الخطبة 17 .
199
نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي جلد : 1 صفحه : 199