تُرْجَعُونَ ) [1] . إلاّ أنّ السؤال الأساسي والجوهري في هذا البحث يتلخّص بأنّ الإنسان أيستطيع الوصول إلى الهدف الذي خُلق من أجله وحده ، أم يحتاج لنيل ذلك إلى يد العون التي ترسم له معالم الطريق الصحيح نحو الوصول إلى الوجهة التي وجّهه الله إليها ؟ يمكن القول في جواب ذلك بأنّ هناك معرفتين لا بدّ أن يتوفّر عليهما الإنسان لكي يكون مسيره صحيحاً وناجحاً في الوقت نفسه . تتمثّل الأولى بمعرفة الهدف الذي خُلق من أجله ، والثانية بمعرفة الطريق المؤدّي إلى ذلك الهدف بالدقّة ، ولا بدّ من اقتران هاتين المعرفتين للوصول إلى الهدف المذكور . في ضوء هذه الحقيقة ذكر المحقّقون عند البحث في مسألة النبوّة من علم الكلام أنّ الإنسان غير قادر على تشخيص الهدف الذي خُلق من أجله بعقله فقط ، وكذلك لا يستطيع منفرداً أن يحدّد الطريق الصحيح للوصول للهدف المذكور . ومن هنا يدرك العقل ضرورة الوحي الإلهي في هذه المسألة . قال السيّد الطباطبائي قدّس سرّه : « إنّ الدِّين نحو سلوك في الحياة الدُّنيا يتضمّن صلاح الدنيا بما يوافق الكمال الأخروي ، والحياة الدائمة الحقيقيّة عند الله سبحانه » [2] . والحاصل أنّ للقرآن غاية عُليا هي إيصال الإنسان بأفضل الطرق وأعلاها إلى كماله وهدفه المنشود ، ومع القول بوقوع التحريف لا تتحقّق الغاية المذكورة كما هو واضح .
[1] المؤمنون : 115 . [2] الميزان في تفسير القرآن ، مصدر سابق : ج 2 ص 132 .