المقدّمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على عبده المنتجب ورسوله المصطفى محمّد وآله الطيّبين الطاهرين ، سيّما بقيّة الله في العالمين الحجّة بن الحسن أرواحنا لتراب مقدمه الفداء . وبعد . . هذا هو الجزء الثاني من سلسلة أصول الاستنباط الفقهي ، والذي يتناول البحث في حجّية الظنّ ، بعد أن كان جزؤها الأوّل مخصّصاً لمباحث القطع . لا يخفى أنّ مسألة حجّية الظنّ ومباحث الظنون الخاصّة أو الأمارات المعتبرة شرعاً تمثّل العمود الأساس الذي تتّكئ عليه الخيمة الأصولية بأغلب مباحثها ، إذ ليس ثمّة شكّ أنّ جلّ المسائل الاستنباطية في فروع الدِّين قائمه على أساس الاستناد إلى ظواهر النصوص وأخبار الثقات ، والتي لا تفيد إلاّ الظنّ بالحكم الشرعي ، نعم هو ظنّ معتبر يمكن الاستناد إليه شرعاً . لكن كيف أصبح الظنّ طريقاً لمعرفة الأحكام الإلهية التي تدير حياة الإنسان ؟ وما هي الكيفيّة التي نال الظنّ من خلالها منصب الحجّية والتنجيز والتعذير ؟