أ - سند الرواية لا يخفى أنّ عمر بن حنظلة نفسه لم يوثّق توثيقاً مباشراً في كتب الرجال ، ومن هنا سمّيت هذه الرواية بالمقبولة أي أنّها تلقّيت بالقبول من قبل الأعلام بالرغم من المشكلة الموجودة في سندها من جهة عمر بن حنظلة . إلاّ أنّه يمكن توثيق عمر بن حنظلة من خلال الاستناد إلى رواية أخرى نصّت على وثاقته ، وهي ما رواه محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن يزيد بن خليفة ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إنّ عمر بن حنظلة أتانا عنك بوقت ؟ فقال : إذن لا يكذب علينا ، قلت : ذكر أنّك قلت : إنّ أوّل صلاة افترضها الله على نبيّه صلّى الله عليه وآله ، الظهر ، وهو قول الله عزّ وجلّ : ( أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ) [1] ، فإذا زالت الشمس لم يمنعك إلاّ سبحتك ، ثمّ لا تزال في وقت إلى أن يصير الظلّ قامة وهو آخر الوقت فإذا صار الظلّ قامة دخلت وقت العصر ، فلم تزل في وقت العصر حتّى يصير الظلّ قامتين وذلك المساء ، فقال : صدق » [2] . ومن الواضح أنّ قوله عليه السلام : « لا يكذب علينا » يمثّل أعلى درجة الوثاقة لأنّه صدر من الإمام المعصوم لا من أصحاب كتب الرجال . لكن هذه الرواية تواجه إشكالاً سنديّاً من جهة يزيد بن خليفة فقط ، إذ لم يرد فيه توثيق في كتب الرجال . ويمكن معالجة هذه المشكلة بأنّ يزيد بن خليفة روى عنه صفوان
[1] الإسراء : 78 . [2] وسائل الشيعة ، مصدر سابق : ج 4 ص 156 ، الحديث 1 .