حقيقة موضوعية ثابتة قد لا يحرزها الإنسان وقد يشكّ فيه ، والظهوران قد يتطابقان كما عند الإنسان العرفي غير المتأثّر بظروفه الخاصّة ، وقد يختلفان فيخطئ الظهور الذاتي الشخصي الظهور الموضوعي ، وذلك إمّا لعدم استيعاب ذلك الشخص لتمام نكات اللغة وقوانين المحاورة أو لتأثّره بشؤونه الشخصية في مقام الانسباق من اللفظ إلى المعنى » [1] . استناداً لذلك يقع البحث حول هذه المسألة في جهات ثلاث : الجهة الأولى : في تحديد موضوع أصالة الظهور وأيّ الظهورين يقع موضوعاً للحجّية ؟ الجهة الثانية : في معرفة الطريق الصحيح للتمييز بين الظهور الذاتي والظهور الموضوعي . الجهة الثالثة : في كيفيّة إمكان التخلّص من العوامل الذاتية والشخصية لاقتناص الظهور الموضوعي . 1 - تحديد موضوع أصالة الظهور لا ينبغي الإشكال في أنّ موضوع أصالة الظهور إنّما هو الظهور الموضوعي لا الذاتي والشخصي ، وذلك لنكتتين : 1 . إنّ الظهور الذاتي يتعدّد بتعدّد الشرائط والظروف الفكرية والثقافية لكلّ شخص ، ومعه يتعذّر أن يكون موضوعاً لحجّية الظهور التي يمضيها الشارع ، لأنّ الشريعة التي يُراد إثبات أحكامها من خلال حجّية الظهور جاءت لجميع الناس على اختلاف مستوياتهم الفكرية وظروفهم الاجتماعية والفكرية ، ولم تأت لطبقة خاصّة منهم وحسبَ
[1] بحوث في علم الأصول ، مصدر سابق : ج 4 ص 291 - 292 .