فرضيات موضوع الحجّية لا ريب أنّ المقصود من أصالة الظهور إنّما هو التوصّل إلى إثبات المراد الجدّي للمتكلّم ، لكن الكلام في كيفيّة جعل هذا الأصل وتحقّقه ، أي الوقوف على تحليل الموقف العقلائي في البناء على أصالة الظهور . وفي هذا المجال ذكرت ثلاث فرضيات لتصوير موضوع الأصل المذكور : « الفرضية الأولى : ما ذهب إليه المحقّق النائيني تبعاً للشيخ قدّس سرّهما [1] من أنّ موضوع أصالة الظهور مركّب من جزأَين : أحدهما : الظهور التصديقي الفعلي . والآخر : عدم وجود القرينة المنفصلة واقعاً . فمتى ما أحرزنا كلا هذين الجزئين كان الظهور حجّة ، فإن شككنا في الأوّل من ناحية احتمال القرينة المتّصلة التي تقدّم أنّها تثلم الظهور التصديقي أو شككنا في الثاني من ناحية احتمال القرينة المنفصلة ، فلا تجري أصالة الظهور بل كنّا بحاجة إلى أصل في المرتبة السابقة ينقّح لنا موضوع أصالة الظهور وهو أصالة عدم القرينة المتّصلة والمنفصلة ؛ فإنّه بالأوّل نحرز الجزء الأوّل وهو الظهور التصديقي ، وبالثاني نحرز الجزء الثاني فنحتاج إلى إجراء أصلين طوليّين ، إلاّ إذا قُطع وجداناً بعدم القرينة المتّصلة أو المنفصلة . الفرضية الثانية : ما ذهب إليه المحقّق الأصفهاني [2] من أنّ موضوع الحجّية عبارة عن الظهور التصوّري وعدم العلم بالقرينة على الخلاف . ففي موارد الشكّ في القرينة سواء أكانت متّصلة أم منفصلة نرجع إلى
[1] فرائد الأصول ، مصدر سابق : ج 1 ص 101 . [2] نهاية الدراية ، مصدر سابق : ج 2 ص 172 .