التصوّرية . 3 . الدلالة التصديقيّة الثانية : وتسمّى الدلالة الجدّية أي التي تدلّ على أنّ المتكلّم ليس هازلاً في كلامه بل هو مريد جدّاً للمعنى حكاية أو إنشاءً ، وهي أخصّ من الدلالة الاستعمالية ، فإنّ هذه الأخيرة تكون محفوظة في موارد الهزل أيضاً . 2 - دور القرائن في حصول الدلالة القرينة في الكلام على قسمين : منفصلة ومتّصلة . أمّا القرينة المنفصلة فالمشهور بين المحقّقين عدم تأثيرها في حصول الظهور شيئاً ، ولا يمكن أن تتصرّف في الظهور على مستوى جميع الدلالات . نعم ، يظهر من كلمات المحقّق النائيني قدّس سرّه أنّ الدلالة التصديقيّة الثانية متوقّفة على عدم القرينة المنفصلة ، لكن المشهور خلاف ذلك . نعم ، هي تتصرّف في حجّية الظهور لا الظهور نفسه . وأمّا القرينة المتّصلة فهي لا تتصرّف في الدلالة التصوّرية مطلقاً ، وإنّما ينحصر تأثيرها في الدلالتين التصديقيتين ، ومثال تصرّفها في الدلالة الاستعمالية من قبيل القرينة الدالّة على المجاز في « رأيت أسداً يرمي » ، فيكون المراد إخطار معنى الإنسان الشجاع لا الحيوان المفترس . ومثال تصرّفها في الإرادة الجدّية من قبيل القرينة الدالّة على التخصيص أو التقييد ؛ مثل : « أكرم العلماء إلاّ الفسّاق » . ثمّ إنّ تصرّف القرينة المتّصلة في الدلالتين المذكورتين إنّما هو على نحو الورود لا الحكومة ؛ ضرورة أنّ هذه القرينة لا تقيّد الظهور بل لا يوجد ظهور معها أصلاً قبل تماميّة الكلام .