فهي ليست تفريغاً للحكم الظاهري عن المبادئ مطلقاً . فهي ليست إنشاءً محضاً ، بل لها مبادئ وواقع نفس أمريّ ، غاية الأمر أنّ مبادئها ليست مستقلّة عن مبادئ الواقع بل ناشئة منها . واستناداً إلى هذا المعنى يتعذّر قبول البيان الثاني لأنّه يفضي إلى جعل الحكم الظاهري في حال عدم الوصول حكماً إنشائياً محضاً ، وهذا لا يتمّ إلاّ على مبنى تفريغ الأحكام الظاهرية من المبادئ مطلقاً . ومعه تخرج هذه الأحكام عن موضوع حكم العقل بوجوب الامتثال . وهذا هو الفرق الأوّل بين معنى الطريقية عند الشهيد الصدر والطريقية عند المشهور . الفروق بين معاني الطريقية هناك مجموعة من الفروق الأخرى بين معنى الطريقية عند المشهور ومعناها عند الشهيد الصدر ، يمكن إجمالها بما يلي : 1 - بناءً على طريقية المشهور يمكن جعل حكمين ظاهريين متنافيين كالاحتياط والبراءة في الشبهة التحريمية في واقعة واحدة . نعم الإشكال عندهم في عالم الوصول لا في عالم الجعل ، وهو غير معقول بناءً على طريقية السيّد الشهيد ؛ إذ يلزم منه ثبوت الاهتمام وعدم الاهتمام في واقعة واحدة . 2 - بناءً على طريقية المشهور فإنّ وصول أحد الحكمين الظاهريين المجعولين في واقعة واحدة لا ينفي وجود الحكم الآخر عند المولى ، إذ من الممكن إنشاء البراءة والاحتياط معاً عند المولى لكن الوصول يختصّ بأحدهما دون الآخر ، وهذا بخلافه على طريقية السيّد الشهيد قدس سره فإنّه لو ثبت بدليل قطعي أنّ المولى قد أجرى البراءة في الشبهة