نام کتاب : الدرر النجفية من الملتقطات اليوسفية نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 396
قتل رجل لو قتل لم يقع بين أمّته اختلاف ، ويتعلَّلان باشتغاله بالركوع والسجود ، مع أنه صلَّى اللَّه عليه وآله عالم بذلك ، لا سيما مع تقدم وصفه والثناء عليه ، مع أنه قال لأبي بكر حين أمره بقتله : « إنه أول من يأتي في حزب الشيطان » ، فإذا كان هذه حالهم معه صلَّى اللَّه عليه وآله في حياته فكيف يستبعد منهم المخالفة له بعد مماته سيما فيما يكون لهم فيه مطالب وأغراض دنيوية ؛ من الرئاسة والإمارات على كافة البرية ؟ وما تضمنه [1] من النص الجلي على أن الفرقة الناجية من تلك الفرق هم علي عليه السّلام وشيعته . وأنت خبير بأن ظاهر هذا الخبر وأمثاله أن المراد بنجاة هذه الفرقة من النار هو عدم دخولها النار بالكلية ، وبأن ما عداها في النار خلودا فيها ؛ فإن تلك الفرقة الناجية من الأمم الثلاث المذكورة في الخبر إنما نجت بمتابعة الوصي ، كما تقدم نقل الرواية به في صدر المقالة . وحينئذ ، فما عداها ممن خالف الوصي وأنكر وصايته ونيابته مستحق الخلود في العذاب ، كما لا يخفى على أولي الألباب ، وبذلك يظهر لك ما في كلام المحقق الدواني حيث قال - بعد نقل حديث : « ستفترق امّتي » - : ( قوله : « كلها في النار إلَّا واحدة » من حيث الاعتقاد ، فلا يرد أنه لو أريد الخلود فيها فهو خلاف الإجماع ، فإن المؤمنين لا يخلدون فيها ، وإن أريد مجرد الدخول فهو مشترك بين الفرق ؛ إذ ما من فرقة إلَّا وبعضها عصاة . والقول بأن معصية الفرقة الناجية مطلقا مغفورة بعيد جدا ، ولا يبعد أن يكون المراد : استقلال مكثهم في النار بالنسبة إلى سائر الفرق ترغيبا في تصحيح الاعتقاد ) [2] - انتهى - فإنه مجرد رمي في الظلام ، أو
[1] أي ولينظر إلى ما تضمنه هذا الخبر الشريف [2] عنه في الفرقة الناجية ( إبراهيم القطيفي ) : 8 .
396
نام کتاب : الدرر النجفية من الملتقطات اليوسفية نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 396