نام کتاب : الدرر النجفية من الملتقطات اليوسفية نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 22
ونقل أيضا عمّن حدّثه أن أحد تلامذته رآه بعد وفاته بمدة قليلة وهو في مقبرة أنصار الحسين عليه السّلام ، فسأله مستعلما هل أنه وصل إلى هذه المكانة ، فقال له الشيخ رحمه اللَّه : نعم ، ولو أكملت ( الحدائق ) لكنت أقرب إلى الحسين عليه السّلام من أنصاره [1] . ونقل صاحب علماء البحرين قال : ( قال محمّد المدعوّ بحسن الشريف السبزواري : رأيت في عالم رؤياي مولانا الصاحب - عجل اللَّه فرجه - في ليلة السادس من شهر شعبان المعظم سنة إحدى وثمانين ومائة بعد الألف من الهجرة النبوية ، بأوصاف سطرت في كتبنا ، فسلمت عليه وردّ الجواب بأحسن ممّا سلمت عليه ، وهو منشغل بوضوء الصلاة في كمال الخضوع والخشوع ، ولما فرغ من الوضوء أقبل إليّ وأخذ يتكلم معي ، فقلت : يا سيدي ، تفضل عليّ بحق اللَّه الذي لا إله إلَّا هو ، وقل حسبك ونسبك ، فإني ما رأيت مثلك فينا قط بهذه الفصاحة والبلاغة ، فمن أنت ؟ قال لي : أنا حجة اللَّه عليكم ، وإمامكم . فلمّا سمعت هذا الكلام من الإمام عليه السّلام أخذت أقبّل يديه ورجليه ، وقلت : جعلني اللَّه فداك ، ما سبب اختفائكم عن الناس وهم محتاجون إليكم ؟ قال : من اللَّه ، لمصلحة استأثر بعلمها ، أو من العدو وقلَّة الناصر . قلت : جعلت فداك ، أقريب ظهور دولتكم ورفاه شيعتكم ؟ قال : لا . قلت : لم ؟ قال : الوقت لا يصلح ، والعصر لا يقتضي . قلت : نحن في ضلالة وحيرة من أمور ديننا ، وما رجل عالم فينا يستقيم رأيه في المسائل ، وكل من نلقاه يقول على خلاف غيره ، وما نعلم على رأي من نعمل في أمور ديننا . ومن الاتفاقات الحسنة أنه كان في يدي كتاب ( الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة ) ، فقلت : جعلت فداك ، هذا الكتاب مشتمل على أخبار وأحكام