responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول الفقه نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 2  صفحه : 273


باعتبار أنها كمال للنفس وقوة في وجودها . وكذلك أضدادها قبيحة لأ نهى
نقصان في وجود النفس وقوتها . ولا ينافي ذلك أنه يقال للأولى : " حسنة "
وللثانية " قبيحة " باعتبار معنى آخر من المعنيين الآتيين .
وليس للأشاعرة ظاهرا نزاع في الحسن والقبح بهذا المعنى ، بل جملة
منهم يعترفون بأنهما عقليان ، لأن هذه من القضايا اليقينيات التي وراءها
واقع خارجي تطابقه ، على ما سيأتي .
ثانيا : أنهما قد يطلقان ويراد بهما الملائمة للنفس والمنافرة لها ،
ويقعان وصفا بهذا المعنى أيضا للأفعال ومتعلقاتها من أعيان وغيرها .
فيقال في المتعلقات : هذا المنظر حسن جميل ، هذا الصوت حسن
مطرب ، هذا المذوق حلو حسن . . . وهكذا .
ويقال في الأفعال : نوم القيلولة حسن ، الأكل عند الجوع حسن ،
والشرب بعد العطش حسن . . . وهكذا . وكل هذه الأحكام لأن النفس تلتذ
بهذه الأشياء وتتذوقها لملائمتها لها .
وبضد ذلك يقال في المتعلقات والأفعال : هذا المنظر قبيح ، ولولة
النائحة قبيحة ، النوم على الشبع قبيح . . . وهكذا . وكل ذلك لأن النفس تتألم
أو تشمئز من ذلك .
فيرجع معنى الحسن والقبح - في الحقيقة - إلى معنى اللذة والألم ،
أو فقل : إلى معنى الملائمة للنفس وعدمها ، ما شئت فعبر ، فإن المقصود
واحد .
ثم إن هذا المعنى من الحسن والقبح يتسع إلى أكثر من ذلك ، فإن
الشئ قد لا يكون في نفسه ما يوجب لذة أو ألما ، ولكنه بالنظر إلى
ما يعقبه من أثر تلتذ به النفس أو تتألم منه يسمى أيضا حسنا أو قبيحا ، بل
قد يكون الشئ في نفسه قبيحا تشمئز منه النفس كشرب الدواء المر

273

نام کتاب : أصول الفقه نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 2  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست