responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول الحديث نویسنده : الدكتور عبد الهادي الفضلي    جلد : 1  صفحه : 137


فكثر ذلك في كل مصر ، وتنافسوا في المنازل والدنيا ، فليس يجئ أحد مردود من الناس عاملا من عمال معاوية ، فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة ، إلا كتب اسمه وقربه وشفعه .
فلبثوا بذلك حينا .
ثم كتب إلى عماله : أن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر ، وفي كل وجه ، وناحية ، فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة ، والخلفاء الأولين ، ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا وأتوني بمناقض له في الصحابة ، فإن هذا أحب إلي ، وأقر إلى عيني ، وأدحض لحجة أبي تراب ، وشيعته ، وأشد عليهم من مناقب عثمان ، وفضله .
فقرئت كتبه على الناس ، فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها .
وجرى الناس في رواية ما يجري هذا المجرى ، حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر .
وألقي إلى معلمي الكتاتيب ، فعلموا صبيانهم ، وغلمانهم ، من ذلك الكثير الواسع ، حتى رووه ، وتعلموه كما يتعلمون القرآن ، وحتى علموه بناتهم ، ونساءهم ، وخدمهم ، وحشمهم .
فلبثوا بذلك إلى ما شاء الله .
فظهرت أحاديث كثيرة موضوعة ، وبهتان منتشر ، ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة ) [1] .
وقال ابن عرفة : ( إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أمية تقربا إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم ) [2] ومن هذا ما أشار إليه ابن أبي الحديد في كتابه ( شرح نهج البلاغة 1 / 358



[1] أحاديث أم المؤمنين عائشة 395 - 396 عن شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3 / 15 - 16 .
[2] م . ن .

137

نام کتاب : أصول الحديث نویسنده : الدكتور عبد الهادي الفضلي    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست