بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى . وبعد : فغير خفي أن علم الحديث يأتي في طليعة العلوم الاسلامية التي وضعها العلماء المسلمون وسيلة من وسائل معرفة الفكر الاسلامي بعامة ، والتشريع الاسلامي بخاصة . فعلم الحديث من العلوم الشرعية التي يتوقف عليها الاجتهاد الفقهي ، وتقوم على أساس منها عملية استنباط الأحكام الشرعية من مصادرها . ومن هنا تأتي أهمية وضرورة دراسة علم الحديث ، وبخاصة لطلبة علم الفقه . ولهذه الغاية أدخلت مادة ( دراية الحديث ) في مقررات البرنامج الدراسي لكلية الشريعة الإسلامية في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية . ولأنه كان لي شرف القيام بتدريس المادة لطلبة السنة الثانية في الكلية المذكورة ، أعددت هذه المذكرة لتغطية مفردات المقرر الدراسي . وحاولت في حدود الممكن أن أنظم المادة الموجودة في كتب الحديث عندنا ، لتكون عملية أكثر منها نظرية ، ذلك أن هذا العلم - كما هو معلوم - من العلوم التطبيقية ، ومجال تطبيقه - عندنا - هو كتب الحديث الامامية . فحذفت مما هو مبحوث في كتب الدراية السابقة ما هو غير موجود في حديثنا .