نام کتاب : اصول استنباط العقائد ونظرية الاعتبار نویسنده : السيد محمد حسن الرضوي جلد : 1 صفحه : 137
ويريد أن يحسن إليه ، فلا بدّ وأن يتدبّر ويتروّى أن هذا الفعل هل هو مصداق للإحسان أم لا أو هو مصداق الإهانة ، ولا بدّ من التمييز بين مصداق الإحسان ومصداق الإهانة ، ثمّ هل أن هذا مصداق للإحسان أو للإهانة ، فلا بدّ أن يميّز بين الإحسان والإهانة . إذن لا بدّ له من تمييز الجهات المشتركة بين الأفعال كي يستخلص الجزئي الدقيق الذي ليس فيه التباس ومندرج تحت ماهيّة الإحسان وكلّيته ، فهذا إنّما يتمّ بتوسّط القوى الإدراكيّة المادون السالمة في إدراكها ، وأيضاً بتوسط القوى العمّالة المادون ، فالغضبيّة أو الشهويّة لا تتدخّل بنحو تمانع تنزّل المعاني الكلّية وكذا المخيّلة والواهمة لا تمانع ذلك التنزّل بسيطرة الفطنة التي هي فوق القوى المادون - أي القوّة الغضبيّة والعمّالة والشهويّة - وسيطرة قوّة التروّي الإدراكيّة التي تستخدم آلات القوى الإدراكيّة المادون والقوّة العمّالة المادون في الوصول إلى الجزئي الحقيقي المندرج تحت الأجناس ، حينئذ تصدر الأوامر في عالم النفس لتولّد الشوق والإرادة وصدور الفعل بعد ذلك وهذا ما يسمّى بالبرهان العياني الذي نبّه عليه أرسطو وأغفله ابن سينا ، فهذه المحدودة والمنطقة هي منطقة التنزّل ، أي تنزّل العقليّات إلى الجزئيّات الحقيقيّة . فلا بدّ من مرحلتين : مرحلة تنزّل العقليّات إلى مرحلة الجزئيّات أي موازنة الحكم الجزئي مع الكلّيات واستنتاجه منها ومرحلة إعمال الحكم الجزئي بتحريك القوى العمّالة ولذلك كان التدبير من قوّة التروّي وقوّة الفطنة لدى الإنسان الأوّلي بمنزلة العقل النظري والثانية بمنزلة العقل العملي ولا ريب أن هاتين القوّتين غير قوّة العقل النظري الإدراكي ولكن هل هما نفس قوّة العقل العملي العمّال الذي يغاير القوّة النظريّة الدرّاكة كما هو مبنى الفلاسفة المتقدّمين
137
نام کتاب : اصول استنباط العقائد ونظرية الاعتبار نویسنده : السيد محمد حسن الرضوي جلد : 1 صفحه : 137