responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 139
والجمع بُلغاء، وقد بلُغ، بالضم، بلاغة أي صار بليغاً. وقول بليغ: بالغ وقد بلغ»([555]), والبلاغة في الاصطلاح: يميل أكثر البلاغيين إلى أنها مطابقة الكلام لمقتضى الحال, أو مناسبة المقال للمقام. وعلى هذا فالتمايز بين الفصاحة والبلاغة يرجع إلى الأصل اللغوي, وإلا فإن الكلمة بليغة وفصيحة في آن واحد من دون التميز بينهما بوصف البلاغة فناً يوصف به الكلام والمتكلم من دون الكلمة المفردة, وكون الفصاحة فناً يوصف به الكلام والمتكلم والكلمة([556]).

ولما كان القرآن الكريم هو أشرف الكلام، وأبلغ الكلام, فقد بلغ من الفصاحة ذُروتها، ومن البلاغة إعجازها, قد فَهَه َمن بديع بيانه من دانت له البلغاء ببديع الصنعة, ومجال الأسلوب, فعاد تعبيره المشرق لا تدانيه حكمةٌ في المغزى والمنتجع، لم ترقَ إلى عالي مراتبه بدائع صنائع العرب واختراعاتهم، أو نوادرهم وأشعارهم، فذلك كلام ربّ العزّة وقرآنه، وبيانه ووحيه وفرقانه، أشتمل على أمور المعاش والمعاد، وأوضح للناس حسن العاقبة, ليصلح ما مُزِّق من المجتمع الفاسد, وليستنقذ الإنسان من ظلمات الجهل ونير العبودية.

ومنذ الزمن الأول بعد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم انبرى جمعٌ من أبناء الأمة متعلقين بشعاع الإسلام, مستضيئين بنور الشريعة, لتفسير كلام رب العالمين, مستجلين لما فيه بما فيه, من استعارة أو تشبيه, وما ضمَّ من هذا القبيل, من كناية أو تمثيل، أو حقيقة أو مجاز.

وانتهج بعضهم منهجاً «تدور مباحثه حول بلاغة القرآن في صوره البيانية من تشبيه واستعارة وكناية وتمثيل وما يتفرع من ذلك من استعمال حقيقي أو استخدام مجازي أو استدراك لفظي أو استجلاء للصورة أو تقويم للبنية, أو تحقيق في العلاقات اللفظية والمعنوية، أو كشف للدلالات الحالية والمقالية. والبحث في هذا الجانب يعد بحثاً أصيلاً في جوهر الإعجاز القرآني ومؤشراً دقيقاً في استكناه البلاغة القرآنية»([557]).


[555] - ابن منظور: لسان العرب 8 /420 وأنظر: الجوهري: الصحاح 4/1316 والفيروز آبادي: القاموس المحيط 3 /103.

[556] - ينظر: محمد حسين علي الصغير: أصول البيان العربي:33.

[557] -ينظر: محمد حسين علي الصغير: المبادئ العامة لتفسير القرآن الكريم:110.

نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست