responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار    جلد : 1  صفحه : 42
بلدنا الذي نحن فيه، ثمَّ إنَّ ابن أخي محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب لا يوزن برجل من قريش إلاّ رجح به ولا يقاس بأحد منهم إلاّ عظم عنه ولا عِدل له في الخلق وإن كان ماله قليلاً فإنَّ المال رزق حائل وظلٌ زائل وله في خديجة رغبة ولها فيه رغبة والصداق ما سألتم عاجله وآجله من مالي. وكان أبو طالب له خطر عظيم وشأن رفيع ولسان شافع جسيم فزوَّجه ودخلها من الغد ولم يتزوَّج عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتّى ماتت وأقامت معه أربعاً وعشرين سنة وشهراً ومهرها اثنتا عشرة أوقيّة ونشّ وكذلك مهر سائر نسائه.

وولدت له القاسم وهو بكره وبه كان يكنّى والنّاس يغلطون فيقولون: ولد له منها أربع بنين القاسم وعبد الله والطيّب والطّاهر وإنّما ولد له منها ابنان وهما القاسم وعبدالله ولقب بالطيب والطاهر ومن البنات فاطمة سيدة نساء العالمين عليها السلام أما زينب ورقية وأم كلثوم فالمشهور بين المحدثين والرواة أنهن بنات خديجة عليها السلام أما عند المحققين والباحثين فهن ربائب خديجة عليها السلام([124]).

فأمّا زينب فتزوَّجها أبو العاص بن ربيع([125]) وأُمُّ أبي العاص هالة


[124] للمزيد من الإطلاع، أنظر: خديجة بنت خويلد أمّة جمعت في امرأة، للمؤلف الجزء الأول.

[125] هو أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف ابن أخت خديجة زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمه هالة بنت خويلد، كان اسم أبي العاص لقيط أو مهشم وهو من رجال مكة المعدودين مالاً وتجارة وأمانة، زوجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زينب أكبر بناته، فلما أكرم الله رسوله بنبوته آمنت خديجة وبناته فصدقن وشهدن الإسلام وثبت أبو العاص على شركه وتحرضه قريش أن يفارق صاحبته على أن تزوجه أية امرأة شاء فلم يرض. وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يحل بمكة ولا يحرم مغلوباً على أمره وكان الإسلام قد فرق بينهما إلا أنه صلى الله عليه وآله وسلم والخبر في حسن مصاهرته في أيام الشعب مشهور. فلما سارت قريش إلى بدر سار فيهم أسراهم بعثت زينب في فداء أبي العاص بمال وبعثت فيه بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى بها، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رق لها رقة شديدة وقال لأصحابه: إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا؟ قالوا: نعم يا رسول الله فأطلقوه وردوا عليها مالها وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الطريق بعد أن أصابت من المشركين في الطريق أذى كثيراً ونالت منهم ما نالت وجاءت زينب إلى المدينة وأقامت عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأقام أبو العاص بمكة حتى إذا كان قبيل الفتح في سنة ثماني من الهجرة خرج أبو العاص تاجراً إلى الشام وكان رجلاً مأموناً بمال له وأموال لرجال من قريش يضعونها معه، فلما فرغ من تجارته وأقبل غافلاً لقيته سرية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأصابوا ما معه وأعجزهم هارباً فلما قدمت السرية بما أصابوا من ماله جاء أبو العاص في طلب ماله تحت الليل حتى أتى المدينة ودخل على زينب بنت رسول الله فاستجار بها فأجارته فلما أصبح أتت زينب إلى المسجد فاستجارت له من المسلمين فأجاروه فدخل رسول الله على بنته فقال: أي بنية أكرمي مثواه ولا يخلص إليك فإنك لا تحلين له وبعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبي العاص فردوه عليه بأسره ثم احتمل إلى مكة فأدى إلى كل ذي مال من قريش ماله فأسلم ورجع إلى المدينة ورد رسول الله زينب على النكاح الأول لم يحدث شيئاً بعد سنين توفي أبو العاص سنة اثني عشر وتزوج علي عليه السلام ابنته أمامة بنت زينب بعد وفاة فاطمة عليها السلام بوصية منها.

نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست