نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 40
ورويعن بريدة قال: انتهى النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم إلى رسم قبر فجلس
وجلس النّاس حوله فجعل يحرّك رأسه كالمخاطب ثمّ بكى.
فقيل: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال:
هذا قبر آمنة بنت
وهب استأذنت ربّي في أن أزور قبرها فأذن لي فأدركتني رقّتها فبكيت.
فما رأيت ساعة أكثر باكياً من تلك الساعة([117]). وفي خبر آخر ان صلى الله عليه وآله وسلم
قال:
استأذنت في زيارة
قبر أُمّي فأذن لي فزوروا القبور تذكّركم الموت([118]).
وتزوَّج
بخديجة بنت خويلد وهو ابن خمس وعشرين سنة. وتوفّي عمّه أبو طالب سنة عشرة من
البعثة ــ أي قبل الهجرة بثلاث سنين ــ. وتوفّيت خديجة بعده بثلاثة أيّام، وسمّى
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك العام عام الحزن([119]).
وروى هشام بن عروة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم:
ما زالت قريش كاعة
عنّي حتّى مات أبو طالب عليه السلام([120])([121]).
وأقام صلى الله عليه وآله وسلم بمكّة بعد البعثة ثلاث عشرة سنة، ثمّ هاجر
منها إلى المدينة بعد أن استتر في الغار ثلاثة أيّام وقيل: ستّة أيّام، ودخل
المدينة يوم الاثنين الحادي عشر من ربيع الأوَّل وبقي بها عشر سنين، ثم قبض مسموماً
صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين لليلتين بقيتا
[120]
الكاعة جمع كائع وهو الجبان ــ كبائع وباعة ــ وقد كاع يكيع عنه: جبن عنه وهابه،
والمراد أنهم يخافون ويجبنون عن إيذاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما دام أبو
طالب حيّاً فلما مات ـــ رحمه الله ـــ اجترءوا عليه.
[121]
تاريخ ابن معين: ج1، ص39، تاريخ الإسلام للذهبي: ج1، ص233.
نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 40