نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 198
فلمّا
رآه كبّر وأخذ به وخلا به.
فروى جابر
بن عبد الله قال: لمّا خلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعليّ بن أبي طالب
يوم الطائف أتاه عمر بن الخطاب فقال أتناجيه دوننا وتخلو به دوننا؟ فقال:
يا عمر ما أنا انتجيته
بل الله انتجاه.
قال: فأعرض
وهو يقول: هذا كما قلت لنا يوم الحديبية لتدخلنّ لتدخلنّ المسجد الحرام إن شاء
الله آمنين محلّقين فلم ندخله وصددنا عنه، فناداه صلى الله عليه وآله وسلم لم أقل
لكم إنّكم تدخلونه ذلك العام([483]).
فلمّا قدم
عليٌّ فكأنّما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على وجل فارتحل([484])فنادى سعيد بن عبيد، ألا إن الحيّ مقيم فقال: لا أقمت
ولا ظعنت فسقط فانكسر فخذه([485]).
وعن محمّد
بن إسحاق قال: حاصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهل الطائف ثلاثين ليلة أو
قريباً من ذلك، ثمَّ انصرف عنهم ولم يؤذن فيهم فجاءه وفده في شهر رمضان فأسلموا.
ثمَّ رجع
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الجعرانة بمن معه من النّاس وقسّم بها ما
أصاب من الغنائم يوم حنين في المؤلّفة قلوبهم من قريش ومن سائر العرب ولم يكن في
الأنصار منها شيء قليل ولا كثير، قيل: إنّه جعل للأنصار شيئاً يسيراً وأعطى
الجمهور للمنافقين.
قال محمّد بن إسحاق: فأعطى أبا سفيان بن حرب
مائة بعير، ومعاوية ابنه مائة بعير، وحكيم بن حزام من بني أسد بن عبد العزَّى
[484]
على وجل أي
على خوف وذلك من سرعة ارتحاله ومجيئه وقوله: ألا إن الحي مقيم أي من كان حياً ينبغي أن يزول
حتى يفتح أو المراد بالحي القبيلة. وقوله: لا أقمت ولا ظعنتدعاء عليه بعدم قدرته على الإقامة كما يريد.