نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 166
فلم يقم أحدٌ ثمَّ عاد
ثانية وثالثة فلم يقم أحدٌ وقام لحذيفة وقال:
انطلق حتّى تسمع كلامهم وتأتيني بخبرهم.
فذهب فقال:
اللّهمّ احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله حتّى تردَّه
إليَّ.
وقال:
لا تحدث شيئاً حتّى تأتينا.
ولمّا توجّه حذيفة قام رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم يصلّي ثمّ نادى بأشجى صوت:
يا صريخ المكروبين يا مجيب دعوة المضطرّين اكشف همّي وكربي فقد ترى حالي
وحال من معي.
فنزل جبرئيل فقال:
يا رسول الله إنَّ الله عزَّ وجلَّ سمع مقالتك واستجاب دعوتك وكفاك هول من
تحزَّب عليك وناواك.
فجثا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ركبتيه وبسط
يديه وأرسل بالدَّمع عينيه، ثمّ نادى:
شكراً شكراً كما آويتني وآويت من معي.
ثمّ قال جبرئيل:
يا رسول الله قد نصرك الله وبعث عليهم ريحاً من سماء الدُّنيا فيها الحصى
وريحاً من السّماء الرَّابعة فيها الجنادل.
قال حذيفة:
فخرجت فإذا أنا بنيران القوم قد طفئت وأخمدت وأقبل جند الله الأوَّل ريح شديد فيها
الحصى فما ترك لهم ناراً إلاّ أخمدها ولا خباء إلاّ طرحه ولا رمحاً إلاّ ألقاه
حتّى جعلوا يتترّسون من الحصى وكنت أسمع وقع الحصا في التّرسة، وأقبل جند الله
الأعظم، فقام أبو سفيان إلى راحلته ثمَّ صاح في قريش النجاء النجاء، ثمَّ فعل
عيينة بن حصن مثلها وفعل الحارث بن عوف مثلها وذهب الأحزاب ورجع حذيفة إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره الخبر فأنزل الله على رسوله:
نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 166