نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 100
يبتاع
له ولصاحبه بعيرين، فقال أبو بكر: قد كنت أعددت لي ولك يا نبي الله راحلتين
نرتحلهما إلى يثرب. فقال:
إني لا آخذهما ولا
أحدهما إلا بالثمن.
قال: فهي
لك بذلك، فأمر صلى الله عليه وآله وسلم علياً عليه السلام فأقبضه الثمن، ثم أوصاه
بحفظ ذمته وأداء أمانته. وكانت قريش تدعو محمداً صلى الله عليه وآله وسلم في
الجاهلية الأمين، وكانت تستودعه وتستحفظه أموالها وأمتعتها، وكذلك من يقدم مكة من
العرب في الموسم، وجاءته النبوة والرسالة والأمر كذلك، فأمر علياً عليه السلام أن
يقيم صارخا يهتف بالأبطح غدوة وعشيا:
ألا من كان له قبل
محمد أمانة أو وديعة فليأت فلتؤد إليه أمانته.
قال:
وقال النبي صلى
الله عليه وآله وسلم: إنهم لن يصلوا من الآن إليك يا علي بأمر تكرهه حتى تقدم علي،
فأد أمانتي على أعين الناس ظاهراً، ثم إني مستخلفك على فاطمة ابنتي ومستخلف ربي
عليكما ومستحفظه فيكما.
وأمره أن
يبتاع رواحل له وللفواطم ومن أزمع للهجرة معه من بني هاشم. قال أبو عبيدة: فقلت
لعبيد الله ــ يعني ابن أبي رافع ــ أو كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجد
ما ينفقه هكذا؟
فقال: إني
سألت أبي عما سألتني، وكان يحدث بهذا الحديث.
فقال: فأين
يذهب بك عن مال خديجة عليها السلام؟
وقال: إن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
ما نفعني مال قط
مثل ما نفعني مال خديجة عليها السلام.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفك من مالها الغارم والعاني ويحمل
الكل، ويعطي في النائبة، ويرفد فقراء أصحابه إذ كان بمكة، ويحمل من أراد منهم
الهجرة، وكانت قريش إذا رحلت عيرها في الرحلتين - يعني رحلة الشتاء والصيف - كانت
طائفة من العير لخديجة، وكانت أكثر قريش مالا، وكان صلى الله عليه
نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 100