لعلم الحديث والرواية منافع جمة لا تحصى شأنه شأن كثير من العلوم، فالرواة هم من حفظ لنا أخبار السابقين وأحاديثهم من خلال نقل أقوالهم وأفعالهم، ولولا هؤلاء الرواة لما عرفنا شيئاً عن السنة المحمدية والرسالة الإسلامية، فمن خلالهم استطعنا التعرّف على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورسالته وأقوال الأئمة الطاهرين عليهم السلام، وكلما ابتعدت الأمة عن عصر النص ازدادت أهمية الرواة والرواية، إلا أن العوامل التي منعت كتابة الرواية وانتشارها حالت دون وصول كثير مما تحتاجه الأمة الإسلامية في حياتها الدينية والدنيوية، ومن أهم هذه العوامل العامل السياسي الذي عصف بالكم الهائل من روايات النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي لو وصلت إلينا كما صدرت عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لبان الحق وانتشرت الحقيقة.

فعظمت الحاجة إلى الراوي والرواية يوماً بعد يوم وسنة بعد سنة، فكلما ابتعدنا عن عصر النبوة كلما احتجنا لمعرفة المزيد من الأخبار والروايات التي من خلالها يستطيع الناس إيجاد الحلول المناسبة والأجوبة الشافية المتناسبة مع أقوال