ونحن هنا نقوم بمحاولة للدفاع والفهم الجاد لظاهرة الحزن والبكاء التي كثر التهريج حولها من قبل بعض التيارات والمذاهب الإسلامية وحتى العلمانية، لنبين جذورها التاريخية وأدلتها الشرعية و العقلائية، ليتضح لدى أصحاب العقول المنصفة مقدار المؤامرة وحجمها التي حاكها أعداء الإسلام من أجل تشويه الثورة الحسينية العظيمة عن طريق النيل من مراسيمها.

وسنعتمد في بحثنا عن ظاهرة الحزن والبكاء على سيد الشهداء عليه السلام، على مصادر المسلمين من غير الإمامية([1]) لثلاثة اعتبارات:

الاعتبار الأول: هو أن مسألة الحزن والبكاء على سيد الشهداء عليه السلام في الفكر الشيعي الإمامي مسألة محلولة، والنصوص عندهم متواترة على استحباب الحزن والبكاء وإجراء الدمع على الخدود حزناً على ما جرى على سيد الشهداء عليه السلام في كربلاء.

الاعتبار الثاني: هو من أجل تعريف القاصي والداني من الباحثين والقراء أن مسألة الحزن والبكاء هي مسألة إسلامية قبل أن تكون مذهبية، بل هي مسألة إنسانية قبل أن تكون

[1] في بعض الأحيان اعتمدنا على مصادر الإمامية من باب التأييد للمطلب العلمي الذي نذكره في طيات البحث، لا من باب الاكتفاء به كمصدر وحيد.