نام کتاب : ابكِ فإنك على حق: بحث استدلالي لإثبات مشروعية البكاء على سيد الشهداء عليه السلام نویسنده : وسام البلداوي جلد : 1 صفحه : 39
الأنبياء العظام عليهم السلام شأنهم شأن جميع البشر أودع الله سبحانه
وتعالى فيهم غريزة الحزن والبكاء، فقاموا بتهذيبها وصقلها على وفق الرضا الإلهي،
بحيث خرجت عن حدي الإفراط والتفريط المنهي عنهما في الشريعة الإلهية.
وقد اشتهر بعض الأنبياء العظام عليهم السلام بهذه الصفة - صفة الحزن
والبكاء - أكثر من غيرهم، حتى أصبح الحزن والبكاء سمة مميزة لهم، ونستطيع أن
نستذكر مجموعة كانوا محل إجماع المسلمين، ومن هؤلاء نبي الله يحيى الذي عد من
البكائين في كتب التاريخ والذي بلغ من شدة بكائه أن صار له شقان في خديه من كثرة
البكاء حتى قال له أبوه: «إنما سألت الله ولدا تقر به عيني فقال يا أبه إن جبرائيل
أخبرني أن بين الجنة والنار مفازة لا يقطعها إلا كل بكاء»([38]) ومن الواضح أن جواب نبي
الله يحيى عليه السلام عام لا يخصص بالبكاء من خشية الله فقط دون غيره من أقسام
البكاء،بل هو شامل لكل بكاء يسهم في قطع تلك المفازة والعقبة التي بين الجنة
والنار، والبكاء على الحسين عليه السلام - كما سيأتي - يسهم وبشكل
[38] تاريخ بغداد: ج 4، ص
267. تاريخ مدينة دمشق: ح 7، ص 415.
نام کتاب : ابكِ فإنك على حق: بحث استدلالي لإثبات مشروعية البكاء على سيد الشهداء عليه السلام نویسنده : وسام البلداوي جلد : 1 صفحه : 39