نام کتاب : ابكِ فإنك على حق: بحث استدلالي لإثبات مشروعية البكاء على سيد الشهداء عليه السلام نویسنده : وسام البلداوي جلد : 1 صفحه : 14
يتعدى إلى المحظورات والمحرمات، ومثله قوله
تعالى: ((وَالَّذِينَ
إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ
قَوَامًا))([8]) وبالجملة فإن الإسلام
معروف بأنه دين الوسطية وهذه الأمة المرحومة هي أمة الوسط بين رذيلتي الإفراط
والتفريط قال تعالى: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا
لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا...))([9]).
والحزن وآثاره من البكاء شأنه شأن
تلك الغرائز والطباع التي أمر الله سبحانه وتعالى الإنسان بتهذيبها، فالحزن نعمة
من نعم الله سبحانه وتعالى، وله التأثير الكبير والفاعل في رقي الإنسان وتكامله([10])، وقد أخطأ أولئك الذين
ظنوا أن قتل غريزة الحزن وإخماد آثارها كالبكاء يسبب للإنسان الكمال، غافلين عن أن
الله سبحانه وتعالى ما خلق لنا هذه الغريزة ولا أعطانا هذه النعمة، لنميتها ونخمد
صوتها داخل النفس الإنسانية بل ندبنا لبثها والتعبير عنها، وكذلك أخطأ أولئك
المفرطون في الحزن، الذين صار حزنهم ودموعهم باباً إلى الجزع والاعتراض على مقادير الله
سبحانه وتعالى وقضائه.
وأبلغ كلمة قيلت لتبيان الحد الوسط بين الإفراط والتفريط في مسألة الحزن،
هي ما جاءت على لسان النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم يوم مات ولده إبراهيم حيث قال: «تدمع