وكان من بين هذه الطبائع والغرائز غريزة الحزن والبكاء. فالإنسان موجود بكيفية يستجيب معها لمختلف مؤثرات البيئة، بأفعال وحركات وحتى إفرازات في بعض الغدد الموجودة داخل الجسم بحسب ما يقتضيه الظرف المحيط بالإنسان في لحظات الانفعال مع المحيط الخارجي، فنراه يقبض يده مثلا عند ملامسة شيء ساخن، وحينما يمر بظروف تفرحه وتسره فانه يعبر عن ذلك الفرح وهذا السرور بالابتسامة تارة و الضحك تارة أخرى، وكذلك يغضب عندما يمر بظروف لا تلائم طبعه وتخرجه عن حالة الارتياح فيغضب معبرا عن حالة غضبه بالصراخ أو الضرب وغير ذلك، كما انه يحزن حينما يشعر بخسارة في مال أو ولد، فيعبر عن هذا الحزن بدموع تجري على خديه وزفرات وآهات تملأ قلبه.

إذن فالحزن وما ينتج عنه من البكاء طبع من عشرات الطباع التي غرزت وأودعت في فطرة الإنسان، يوم خلقه الله سبحانه وتعالى في أحسن تقويم، قال تعالى:(( وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى ))([3]) عن ابن عباس

[3] سورة النجم، الآية: 42، 43.