نام کتاب : أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم نویسنده : نبيل قدوري الحسني جلد : 1 صفحه : 98
السلام يدافع عن إيمانه حتى النفس
الأخير
من القرائن
التي تكشف عن حقيقة إيمان الإنسان بالله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم هي اللحظات الأخيرة من عمر الإنسان وهو يودع
فيها هذه الحياة الدنيا لينتقل إلى الآخرة.
وغالباً ما
يستغل الإنسان هذه اللحظات كي يوصي فيها أهله وعياله بما يهمه من أمر دينه ودنياه
من جهة وما يهمه من أمر دين عياله ودنياهم فيختزل لهم في هذه اللحظات تجربة حقبة
من الزمن مرت عليه فعاشها واستخلص منها العبر، انها لحظات لصورة حياة متكاملة.
لكن كيف كانت تلك اللحظات الأخيرة التي قضاها أبو طالب عليه
السلام وهو يودع هذه الحياة بعد أن أبلى بلاءً حسناً في نصرة دين الإسلام؟ وكيف
كان أثرها على رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم؟ لا شك أنها لحظات ملؤها
الألم والحزن والوحشة ضاق معها الفسيح في عين النبي صلى الله عليه وآله
وسلم
وهوينظر إلى ذلك الوجه
الذي امتزج فيه النور مع الشيب فكان كالبلور الوهاج، بنظرة ملؤها الرقة والرحمة،
فها هو الحصن المنيع راحل عنه إلى جوار ربّه، ثم يأتي هدير صوت أبي طالب عليه
السلام كشلال تتصدع تحته الصخور وهو يخاطب الجالسين من حوله وقد جاؤوا ملبين طلبه
في حضورهم يستمعون إلى كلماته الأخيرة قائلاً:
«يا معشر قريش: أنتم صفوة الله من خلقه وقلب العرب،
فيكم السيد
نام کتاب : أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم نویسنده : نبيل قدوري الحسني جلد : 1 صفحه : 98