نام کتاب : أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم نویسنده : نبيل قدوري الحسني جلد : 1 صفحه : 43
يلتقي بالمسلمين ويرى احتياجاتهم ويوجههم،
وكان ينتظر أن يكتمل له عدد معين وهو أربعون مسلماً([113])
ليعلن دعوته. فلما تحقق العدد في هذه المدة من السنين أعلن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الدعوة إلى الإسلام بعد أن هبط عليه الوحي
بقوله تعالى:
فانطلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلن عن أمر النبوة ويدعو إلى التوحيد مبتدِئاً بعشيرته
الأقربين امتثالاً لأمر رب العالمين.
والنتيجة: يجد الباحث صورةً متكاملة الحلقات أشبه ما
تكون بتنظيم حركي سياسي يحمل آيدلوجية معينة على أنه واقع لحقيقة اسمها: «سرية
الدعوة».
بينما حقيقة الحدث تختلف جذرياً عن الصورة التي رسمتها
أيدٍ مبرمجة حسب أغراض ومصالح مختلفة.
فالنبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن خلال السنوات الثلاث الأولى من البعثة يسير بشكل
سري حسب الاصطلاح الحركي السياسي، ولم يكن هناك مقراً لهذا التنظيم، وان ما يدعى بدار
الأرقم هو من نسج خيال أصحاب المصالح والأغراض التعصبية، كان القصد منها الحصول
على أهداف معينة وهي كالآتي:
الهدف الأول: الترويج
الإعلامي لبعض الأسماء في أسبقية الدخول إلى الإسلام
إدخال
أسماء كثيرة في لائحة الدعوة الأولى إلى الإسلام أي «الدعوة السرية» والتي سعى بها
النبي صلى الله
عليه وآله وسلم مما يؤدي
إلى فقدان الخصوصية الخاصة لهؤلاء الثلاثة الذين اقتصر عليهم انتقاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالدعوة إلى الإيمان به.
[113]
كشف الخفاء للعجلوني: ج 1، ص 184؛ وجاء فيه: «أسلم عمر بعد أن دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دار الأرقم وبعد أربعين أو نيف وأربعين
بين رجال ونساء».