«أنت راية الهدى ونور من أطاعني
وإمام أوليائي»([67]).
أي كان يخلع على الإمام علي عليه السلام المصطلحات كافّة
التي يخلعها الناس على الرئيس عادة، ويقدّمه بوصفه إماماً من بعده، ولم يفعل ذلك
لأنَّه قريبه وابن عمّه، بل لأنَّ الله سبحانه وتعالى أمره بذلك، والذي أمره أيضاً
بأن يعدّ هذا الإمام إعداداً تامّاً بحيث يكون هو الأفضل والأعلم والأتقى والأقرب،
وهذا الأمر لا يجادل فيه أحد من المسلمين حتَّى الذين كرهوا الإمام علياً عليه
السلام اعترفوا بأنَّه الأعلم، واعترفوا بأنَّه الأشجع والأقرب لرسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم. وهكذا حلَّت مسألة القيادة ومن قبلها مسألة القانون بعد رحيل
النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، غير أنَّ المسلمين لم يلتزموا بهما
كاملاً، فوقع الاختلاف فيما بينهم.
سؤال: برأيك أين تكمن
مواطن الضعف عند المسلمين على الرغم من الفكر الأصيل والتراث العظيم الذي يملكونه؟
جواب: موطن
الضعف في المسلمين أنَّهم دائماً مع الغالب، فمن يغلب ينصاعون له، والمغلوب
يتركونه. تلك السُنّة قد تعلَّموها من ثقافة التاريخ، فعندما تمكَّن يزيد بن
معاوية من سحق المقاومة في المدينة المنوَّرة واستباحة مدينة رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم، سأل الناس أحد أقطابهم الروحية آنذاك: من يؤمُّ بنا؟ فقال: (نحن
مع من غلب)([68])!