نام کتاب : نفحات الهداية: مستبصرون ببركة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : إعداد ياسر الصالحي جلد : 1 صفحه : 32
رسول
الله عن الحسن يوم سابعه بكبشين أملحين... فلمَّا كان بعد حول ولد الحسين فجاء
النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ففعل مثل الأوّل، قالت: وجعله في حجره فبكى صلى
الله عليه وآله وسلم، قلت: فداك أبي وأُمّي ممَّ بكاؤك؟! فقال:
«ابني
هذا يا أسماء، إنَّه تقتله الفئة الباغية من أمّتي، لا أنالهم الله شفاعتي...»([45]).
وإنَّ ما جرى على الإمام الحسين عليه السلام من فجائع
ومآسي يوم عاشوراء لم يبكِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحسب، بل أبكى
الملائكة والجنّ والجماد! وآل الأمر إلى بكاء أعدائه عليه عليه السلام!
فقد ورد عن ابن عبّاس: رأيت رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم فيما يرى النائم بنصف النهار، أغبر أشعث وبيده قارورة فيها دم! فقلت:
بأبي أنت وأُمّي يا رسول الله ما هذا؟! قال:
«هذا
دم الحسين وأصحابه، لم أزل منذ اليوم ألتقطه»، فأُحصي ذلك اليوم، فوجدوه قتل
يومئذٍ([46]).
وقال ابن سيرين: لم تبكِ السماء على أحد بعد يحيى بن
زكريا، إلاَّ على الحسين بن علي([47]).
وقال خلف بن خليفة، عن أبيه: لمَّا قتل الحسين أسودَّت
السماء، وظهرت الكواكب نهاراً، حتَّى رأيت الجوزاء عند العصر، وسقط التراب الأحمر([48]).