نام کتاب : نفحات الهداية: مستبصرون ببركة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : إعداد ياسر الصالحي جلد : 1 صفحه : 272
وفجاءة،
تناهى إلى أذني صوت رخيم عذب، فأوقفت مؤشّر المذياع، كان الأداء مختلفاً تماماً عن
أداء كلّ ما سمعته من قبل، فازدادت دهشتي، كان الرجل يتحدَّث عن الإمام الحسين عليه
السلام وعن الكارثة المريعة التي وقعت في كربلاء لا أدري في أيّ شهر من الشهور
كنّا، وربَّما كنّا في شهر محرَّم.
في تلك الأيّام لم أكن قد عرفت بعدُ البكاء على الحسين
عليه السلام ومعنى هذا البكاء، ولكنَّني وجدت نفسي قد غمرها حزن شديد، فأجهشت
بالبكاء، وفاضت الدموع من عيوني بغزارة وحرارة من دون إرادة، ورحت أبكي بمرارة
وحرقة لم أعهدها من قبل، إلى أن انتهى الحديث الذي استولى على جوانحي قادماً عبر
الأثير، وقد تجسَّدت أمامي مصيبة أهل البيت الأطهار عليهم السلام. أعلن المذيع
بأنَّ الإذاعة هي إذاعة طهران، ولكنَّه لم يذكر اسم المتحدّث، ولعلَّه بالطبع كان
قد ذكره في البداية، فشعرت بالأسف الشديد لأنَّني كنت في شدَّة الشوق لمعرفة صاحب
هذا الصوت القادم من خلف الحجب والأستار.
ومضت أيّام وشهور وسنوات إلى أن فاجأني الصوت نفسه
قادماً من الإذاعة نفسها، ولكنَّني كنت هذه المرَّة في طهران..!
قرَّرت أن أكشف هذا اللغز العجيب، وأن أعرف صاحب الصوت
الحسيني. لم يطل بي البحث، وما لبثت أن علمت أنَّه عميد المنبر الحسيني الخطيب
البارع والشاعر الأديب الشيخ الدكتور أحمد الوائلي. وكان أن انفتحت أمام بصيرتي
آفاق جديدة واسعة على قتيل العبرات الإمام الحسين عليه السلام).
*
* *
نام کتاب : نفحات الهداية: مستبصرون ببركة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : إعداد ياسر الصالحي جلد : 1 صفحه : 272