معطيات النهضة الحسينية

وجد (كليم الله محمّد نواز) بأنَّ نهضة الإمام الحسين عليه السلام تتضمَّن أبعاداً مختلفة، وقد تجلَّت فيها حقائق كثيرة كشفت اللبس عن نفوس الكثير من الناس على مرّ العصور، وأنَّ هذه النهضة لها صلة مباشرة بالأحداث الخطيرة التي وقعت بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وأنَّ الإمام الحسين عليه السلام لم ينهض إلاَّ لتعميق المنهج المحمّدي في نفوس الأمّة، وإرجاعهم إلى الصراط المستقيم الذي بدأ انحرافه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وأنَّ يزيد بن معاوية لم تصل إليه الخلافة إلاَّ نتيجة تمهيدات الخلفاء السابقين الذين وقفوا بوجه أهل البيت عليهم السلام، وفسحوا المجال للأمويّين والطلقاء للتسرّب في الحكم.

ومن هنا نشأت نهضة الإمام الحسين عليه السلام لتغربل الأمّة، وتميّز بين الحقّ والباطل، وتكشف للناس - على مرّ العصور - الحقائق التي كانت خافية عنهم.

نهضة الإمام الحسين عليه السلام عطاء وقوّة

إنَّ نهضة الإمام الحسين عليه السلام لم تكن مجرَّد حدث تاريخي مختصّ بزمن وقوعه فقط، بل أصبحت هذه النهضة قضيّة حيّة تمدّ الناس - على مرّ العصور - بالعطاء والقوّة والعزيمة، وقد تركت هذه النهضة التي امتزجت باللوعة والمأساة أثراً كبيراً في أعماق وجدان الأمّة الإسلاميّة ولاسيّما الشيعة، فدفعهم هذا الأمر إلى إحياء هذه المناسبة دائماً، وأيّام محرَّم وصفر بوجه خاصّ.