responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الهداية: مستبصرون ببركة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : إعداد ياسر الصالحي    جلد : 1  صفحه : 177
بين الإخوة في الدين الواحد باتّخاذ المواقف المعاندة لما يتَّخذه الطرف الآخر وإن كان في هذه المواقف تكبّراً على الحقّ وميلاً عن جادّة الصواب.

كما لاحظ أنَّ من طبيعة النفس البشرية حبّ التفوّق والانتصار على الأقران والخصوم والتي تنفر وتخاف من الهزيمة بأيّ شكل من الأشكال، وهذا (الخوف من الهزيمة) يدفع بالإنسان إلى اتّخاذ الحجج والسبل التي تدفع عنه ألم هذا الخوف، ولو كان بالتوجيه للعقائد التي تحمّلها النفس توجيهاً يميل عن الحقّ ولا ينفع يوم الحشر والحساب والميزان.

لذا نراه قد نوَّه بأهمّية التفكير الحرّ الذي يتغلَّب على هواجس النفس ويسير بها مستقيمة على جادّة الشرع.

ولاحظ أنَّ هذا التفكير الحرّ من الأهمّية بمكان بحيث لا يمكن التخلّي عنه، لأنَّ المسؤولية الشرعية تدفع إليه وتشكّل الوقود المحرّك له لتلمس الصواب والحقّ والحقيقة، على أنَّ هذا التفكير الحرّ يجب أن لا يتعارض مع الوحدة الإسلاميّة التي يجب أن تبنى وترتفع على أساس من الحقائق لا الأوهام.

والوحدة ليست التصفيق لجميع الفِرَق والمذاهب وتقبل عقائدها على علاَّتها، لأنَّ مثل هذه الوحدة تحمل بذور الاختلاف وأسباب الافتراق معها ومن ثَمَّ تكون سبباً للاختلاف ولا تعود وحدةً، كما حصل في تاريخ المسلمين والتي كان نتاجها خطيراً في عقائد المسلمين وواقعهم، حيث كانت فكرة الجماعة والوحدة تتمثّل في قبول آراء الصحابة والسلف الذين لا يجوز انتقادهم، لأنَّهم مشاعل الهداية وإن تحاربوا فيما بينهم وسفك بعضهم دم البعض الآخر وافترقوا عن الاعتصام بحبل الله فِرَقاً عديدة واتَّخذوا عقائد مختلفة!

نام کتاب : نفحات الهداية: مستبصرون ببركة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : إعداد ياسر الصالحي    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست