responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الهداية: مستبصرون ببركة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : إعداد ياسر الصالحي    جلد : 1  صفحه : 16
وممَّا يستنتج من أفعال يزيد بن معاوية، أنَّه كان لا يؤمن بالله عز وجل في قرارة نفسه، وكان جانحاً ميّالاً للعبث في تصرّفاته، وحاقداً على النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وآله، ولهذا جزم بعض علماء العامّة بكفره وجواز لعنه، كابن الجوزي، والقاضي أبي يعلى، والتفتازاني، وجلال الدين السيوطي، وأحمد بن حنبل([17])، وغيرهم.

وقد ألَّف ابن الجوزي كتاباً أسماه (الردّ على المتعصّب العنيد، المانع من ذمّ يزيد)، وقال فيه: «سألني سائل في بعض مجالس الوعظ عن يزيد بن معاوية وما فعل في حقّ الحسين عليه السلام، فقلت: يكفيه ما فيه...! قال: تجوّز لعنه؟ فقلت: قد أجازها العلماء الورعون، منهم الإمام أحمد بن حنبل [فإنَّه ذكر في حقّ يزيد ما يزيد على اللعنة]»([18]).

وروى عن القاضي أبي يعلى بن الفرّاء، أنَّه روى في كتابه المعتمد في الأصول بإسناده إلى صالح بن أحمد بن حنبل، قال: «قلت لأبي: إنَّ قوماً ينسبوننا إلى توالي يزيد؟! فقال: يا بني، وهل يتوالى يزيد أحد يؤمن بالله؟ [فقلت: فلـِمَ لا تلعنه؟! فقال: ومتى رأيتني لعنت شيئاً يا بني]، لـِمَ لا تلعن من لعنه الله في كتابه؟ فقلت: وأين لعن الله يزيد في كتابه؟ فقال: في قوله تعالى:

(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَْرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ * أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ) [محمّد: 22 و23].

فهل يكون فساداً أعظم من القتل؟»([19]).


[17] أنظر: تفسير الآلوسي 26: 72 و73.

[18] الردّ على المتعصّب العنيد: 6.

[19] الردّ على المتعصّب العنيد: 16 و17.

نام کتاب : نفحات الهداية: مستبصرون ببركة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : إعداد ياسر الصالحي    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست