الحق) و(أصول الشيعة وفروع الشريعة)، وغيرهما. وكذلك ظهر
السيد عبد الحسين الحجة أحد كبار علماء كربلاء المتوفى سنة 1363ه-1944م، بأسلوبه
الخاص في التعامل مع المسؤولين والإداريين، فقد عرف بالشجاعة والتصدي المباشر لهم،
وكانت داره تعرف بالمحكمة من قبل الناس لفضّ المنازعات وحل الخصومات.
وقد أصدر السيد حسين القزويني الحائري المتوفى سنة 1367ه-1948م كتاب
(المدينة الفاضلة في الإسلام)، رسم فيه معالم بناء السعادة في ظل الإسلام. وهكذا
شهدت الساحة الإسلامية علماء كبار كان لهم الأثر الواضح في تلك المرحلة([1548]).
وعلى
المستوى الحركي، حصل تطور محدود في وضع الشيعة، يقول الدكتور خالد التميمي: «في
الفترة بين حزيران/ يونيو - كانون الأول/ ديسمبر 1932، تمّ اتخاذ خطوات من قبل
علماء النجف وكربلاء ورؤساء القبائل في الفرات الأوسط، نحو تأسيس حزب للشيعة، ففي
16 تموز/ يوليو 1932، جرت محاولة للقيام بتكوين (جمعية شباب الشيعة)، وقد بلّغ
ضباط قسم المباحث الجنائية عن العديد من المحاولات التي قامت بها عناصر من شباب
الشيعة لتنظيم أنفسهم في جمعيات طوعية أريد بها توسيع نسبة الشيعة في السلطة، لكنهم
لم ينجحوا بسبب عدم شهرتهم وتأثيرهم في الناس بالمفهوم التقليدي للتسلسل
الاجتماعي. ومن بين الجمعيات التي أُسست آنذاك جمعية سرية تأسست في النجف في شهر
آب/ أغسطس وسميت (الصباح).. وجمعية شباب الشيعة هي التي أنشأها عبد الحسين كبه
وسيد محمد حسين في شهر تموز/ يوليو 1932 في بغداد [أُنشأت] بمحاولة أخرى في 5 آب/
أغسطس 1932، لكن عبد الحسين كبه أهمل الجمعية لما علم مسبقاً بأنه سيصبح عضواً في
الوفد العلمي المبعوث إلى مصر للدراسة. ومن الجمعيات الشيعية الأخرى هي (جمعية
الإحسان) التي دعمها الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء»([1549]).