responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 502
ولذلك تحفزّت المعارضة لخوض هذه المعركة الوطنية، باعتبارها خطوة أساسية نحو تصديق المعاهدة، كما تريد بريطانيا، وذلك لأن النتائج كانت معروفة لدى الإسلاميين - سلفاً - لإيمانهم بأن هذه الانتخابات لا تتم بشكلٍ حرٍ وفي الهواء الطلق، فعليه قرر الإسلاميون بقيادة العلماء الكبار عرقلة الانتخابات من البداية، والوقوف أمام اللهاث السياسي الذي تبديه بعض الأطراف في الساحة بشكل عام، جراء الإغراءات بالمواقع السياسية، وتحقيق بعض المصالحالشخصية.

وفي حالة تشكيل المجلس بالطريقة البريطانية، ستحقق الإدارة البريطانية هدفها الكبير في استعمار العراق بإرادة ممثلي شعب العراق في المجلس التأسيسي، وهكذا اعتبر الإسلاميون نجاح الانتخابات بالطريقة التي تطمح إليها الحكومة، خسارة كبرى للشعب في آخر حصن من حصون المقاومة السياسية، بالمقابل اعتبر الإسلاميون، إن نجاح عرقلتهم للانتخابات يمنح المعارضة فرصةً مهمة تفتح من خلالها آفاق مستقبل جديد في المعترك السياسي، وبمعنى آخر، إن المعارضة الإسلامية ستنجو من ضربة قاضية يوجهها المجلس التأسيسي إلى مشروعها الوطني في حالة تشكيل المجلس، لأن الهدف من تشكيله بالدرجة الأولى المصادقة على المعاهدة، وعليه سيطول أمد الصراع السياسي والجهادي عبر محاولات رفض مشاريع السيطرة البريطانية لأجل نيل الاستقلال التام. ولكن، بالرغم من أن جراح المعارضة لا زالت عميقة، وهي لـمّا تندمل بعدُ من ضربة المندوب السامي في شهر آب الماضي، إلاّ أنها تصدّت للمؤامرة الجديدة بثوبها القانوني، وذلك بكل قوة وصلابة لم تتوقّعها سلطة الانتداب البريطاني، لـما أصابها من محن وأزمات في طريق تنفيذخطتها.

فأصدر المرجع الأعلى السيد أبو الحسن الاصفهاني الفتوى التالية لحسم الأمور لدى الناس باتجاه مسألة الانتخابات، هذانصها:

«إلى إخواننا المسلمين، إن هذا الانتخاب يميت الأمة الإسلامية، فمن انتخب بعد ما علم بحرمة الانتخاب حرمت عليه زوجته وزيارته، ولا يجوز رد السلام عليه، ولا يدخل حمّام المسلمين([1274])، هذا ما أدى إليه رأينا والله العالمبالصواب».

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 502
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست