الوفاء يتم
بواسطة معاهدة التحالف التي أُمضيت.. وعندئذٍ تبذل الحكومة البريطانية خير مساعيها
في سبيل حمل عصبة الأمم على قبول العراق في عضويتها بشرط تنفيذ هذه المعاهدة..»([1265]).
هذا وقد أصدر الملك فيصل بلاغاً في 21 صفر 1341هـ، 13
تشرين الأول 1922م، أشاد بالمعاهدة وبيّن أنها بنيت على أساس المصالح المتبادلة
بين بريطانيا والعراق وآعتبرها في مصلحة العراق وشعب العراق، وهي خطوة في طريق
الاستقلال التام والدخول في عصبة الأمم. وطالب الشعب العراقي باحترام المعاهدة
والاستعداد للخطوة القادمة وهي انتخابات المجلس التأسيسي، ووضع القانون الأساسي([1266]).
ومما جاء في بلاغه «..وكما أننا أخذنا على أنفسنا أن نحترم عهود بريطانيا العظمى
ومصالحها الدولية، فإنها تعهدت بمعاونتنا واعترفت باستقلالنا السياسي وباحترام
سيادتنا وجميع الاتفاقيات التي تتفرع عن المعاهدة ستبنى على أساس هذه المبادئ ولم
يبق علينا إلاّ أن نباشر بالانتخابات لجمع المجلس التأسيسي، ووضع القانون الأساسي،
وبذلك نخطو خطوة ثانية..»([1267]).
وهكذا تتلاحق
الأحداث المفروضة على الساحة بقوة الإرهاب من قبل سلطة الاحتلال، بعد طول معاناة،
وقد واصلت هذه السلطة أسلوبها الهجومي خطوة بعد خطوة نحو استكمال المشروع
البريطاني في السيطرة على العراق([1268])،
وعلى ضوء هذه التطورات أخذت تواجه المعارضة الإسلامية الوطنية مزيداً من الأتعاب
والجهود المضنية مما أثقل كاهلها، وحقاً إنها لم تعالج أزمة ولم تخرج من استيعاب
ظرفٍ عسيرٍ وهي مثخنة بجراحها إلاّ وتواجه حلبة صراع أخرى كان لزاماً عليها أن
تقتحمها أيضاً، وتجرّب نصبيها فيما نُصب لها من عقبات وأزمات، وهكذا آستمرت بكل ما