فرقاً بينهم وبين
الله عز وجل، لأنّ الذي لا تأخذه سِنةٌ ولا نوم هو الله([69]).
وهذه الرواية - وكذلك التي قبلها - تُؤوّل الآية الكريمة وتذكر أنّه ليس معناها أنهم لا
ينامون، فهم ينامون ولكن أنفاسهم تسبيح، فإذا تمّ سند إحدى الروايتين فنقبلُها مفسِّرة
للآية، وأمّا رواية الإمام علي عليه السلام:
لا يغشاهم نوم العيون.
فلابُدّ
أنْ نؤولها بشكل يتوافق مع هذه الرواية، فنقول: إنّ المقصود من جملة: (لا يغشاهم
نوم العيون): أي كناية عن عدم فتورهم عن التسبيح لله تبارك وتعالى، لا أنهم لا
ينامون واقعاً.
ولو لم يتم
السند فنأخذ بظاهر الآية الكريمة، ونقول: ما داموا يسبحون ليلاً ونهاراً فهذا
يلازمهُ عدم النوم، ويؤيده الروايات الأخرى التي نستفيد منها بالملازمة عدم نومهم،
إضافة إلى رواية لا يغشاهم نوم العيون
الصريحة في أنهم لا ينامون.
ثمّ كما
قُلنا: إنّ النوم من عوارض الجسم الكثيف، كما أنّ وظيفة الملائكة تقتضي ألا
يناموا، إذ إنّ منهم مَن هو موكّل بالأرزاق، ومنهم مَن له عمل في تدبير الكون - كما
سيأتي -