نام کتاب : الملائكة في التراث الإسلامي نویسنده : حسين النصراوي جلد : 1 صفحه : 25
لم
يسكنوا الأصلاب، ولم تتضمّنهم الأرحام، ولم تخلقهم من ماءٍ مهين، أنشأتهم إنشاءً ([55]).
فإذن
الملائكة يخلقها الله سبحانه مباشرةً ومن دون وسائط - كما هو حال الإنسان - وهذا
لعله دليلٌ على شرف منزلتهم وعظم مكانتهم، فخلقتهم كخلقة آدم (على نبينا وآله
وعليه السلام) هي خلقة مباشرة، وهي كخلقة الروح حيث إنّ الله تعالى أنشأ الأرواح
مباشرة وليس بوساطة التوالد، كما قال تعالى:
حيث إنّ من ضمن الأقوال التي وردت في تفسير الآية قولاً
يذكر أنّ المقصود من قوله تعالى:
(مِنْ أَمْرِ
رَبِّي).
أي:
(بأمره، وهو قوله للشيء كن فيكون)([57])،
بمعنى أنَّ هناك أشياء يوجدها الله تعالى بأسباب طبيعية كتكوين جسم الإنسان وغيره
من الماديات، وأشياء يوجدها بمجرّد الأمر بكلمة: كن، ومنها الروح وكذلك الملائكة،
وقد يُدّعى بأنَّ ما ينشئه الله تبارك وتعالى مباشرة أعظم وأشرف مما ينشئه من