إلا أننا لا ندرك حقيقة هذه الأجنحة وكنهها، ومم تتكون، وعلى كل حال فالملائكة ليست كلها تمتلك العدد نفسه من الأجنحة، فبعضها له جناحان وبعضها ثلاثة، وبعضها أربعة، وبعضها أكثر من ذلك، فإنّ بعض الروايات ذكرت أن أحد الملائكة له ستة عشر ألف جناح([27])، وآخر له اثنا عشر ألف جناح([28])، وآخر له ستمائة جناح([29]).

ولكن روي عن عبد الله بن طلحة رفعه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

الملائكة على ثلاثة أجزاء، جزء له جناحان، وجزء له ثلاثة أجنحة، وجزء له أربعة أجنحة([30]).

وهو يدل على أنه ليس هناك من الملائكة من يمتلك أجنحة أكثر من أربعة.

ويمكن أن يُقال في جوابه: إنّ هذا التقسيم محمول على الأغلب، فلا ينافيه وجود ملائكة تمتلك أجنحة أكثر.

فهذا هو الشكل الأصلي للملائكة، ولكن بما أنّ هذه المخلوقات ليست من ذوات المادة الكثيفة، أي ليس لها أبعاد (طول وعرض وعمق) فهي قادرة على التشكل بالأشكال المختلفة، والظهور بالصور المتنوعة المتغايرة، قال الفخر

[26] سورة فاطر: الآية 1.

[27] تفسير نور الثقلين: 6/129، بحار الأنوار: 56/184.

[28] تفسير القرطبي: 14/280، بحار الأنوار: 56/259.

[29] صحيح البخاري: كتاب بدء الخلق: مج3/1181 – ح3060.

[30] الكافي: 8/272.