رئيسيّ في هذا العلم, وهو عنصر المناظرة في العقائد([1]).
2
ـ نشوء علم الكلام، وتأريخه، ومراحل تطوّره
إذا أخذنا بنظر الإعتبار السبب
الثالث من أسباب تسمية علم الكلام، فإنّ علم الكلام قديمٌ، قِدَم البشرية على وجه
الأرض، أي المناظرة التي دارت بين قابيل وهابيل في إثبات الحق وانتهت بمقتل هابيل.
بل ربّما أقدم من ذلك بكثير حيث لا آدم عليه السلام، أي عندما أراد الباري عزّ
وجلّ خلق آدم عليه السلام، وأَمْرُهُ للملائكة بالسجود, وامتناع إبليس عن السجود,
فدار كلامٌ بين الباري عزّ وجلّ وإبليس.
هذا إذا نظرنا إلى علم الكلام بمعناه الحرفي، أمّا إذا
نظرنا إليه بمعناه الإصطلاحي، فقد كانت بداياته منذ فجر الرسالة، فقد وردت آيات
كثيرة في القرآن الكريم تدافع عن العقائد الإسلامية وتُسَفّه آراء الكفار بحجج
قوية، منها على سبيل المثال سورة البقرة: (يَا أَيُّهَا
النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا
وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ
الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ
تَعْلَمُونَ (22) وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا
فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ
إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ