طرت، مثلك فليكلّم الناس، اتّق الزلّة، والشفاعة من
ورائك([7]).
نفهم من
هذه الرواية, أنّ علم الكلام يحظى بتأييد الأئمّة عليهم السلام, بل هم المؤسّسون
له، ولكن بحسب شروطهم, والتي ذكرها الإمام الصادق عليه السلام في صدر الرواية,
لـمّا استغرب يونس بن يعقوب من دعوة الإمام المتكلّمين للدخول، بل إنّ الإمام يحثّ
أصحابه, الذين لديهم القدرة على الإحتجاج للخوض في هذا العلم، لِـما له من أهمّية
في تثبيت العقائد الحقّة, وترسيخها في النفوس.
5
ـ أبرز المسائل الكلامية
من أقدم
المسائل التي اُثيرت في علم الكلام مسألة القضاء والقدر، فتكلّم فيها الإمام أمير
المؤمنين عليه السلام، لـمّا سأله ذلك الشيخ عند منصرفه من صفين([8])، فحُفظت أقواله، وتناقلها المختصّون.
وحفظ لنا
التاريخ الشيء الكثير من أقواله عليه السلام, التي تضمّنتها خطبه الشريفة, في
الألوهية, والوحدانية, والصفات الجلالية والجمالية، وفي ردّ الكثير من الشبهات،
وفي النبوة, والإمامة, والعصمة, والمعاد.
وفي عهد
معاوية لعنه الله وبأمر منه؛ ولدوافع سياسية، الهدف من ورائها
[7] الإحتجاج للطبرسي:2/122، مناظرة هشام بن الحكم مع رجل من أهل
الشام.